فضيحة فولكسفاغن تهدد سمعة "صنع في ألمانيا"
٢٢ سبتمبر ٢٠١٥حتى يوم الجمعة الماضي كانت العلامة التجارية الشهيرة فولكسفاغن ترمز لبراعة الهندسة الألمانية ومتانتها. لكن في غضون أربعة أيام فقط تغير ذلك تغييرا جذريا. فقد ألقت فضيحة الغش في اختبارات انبعاثات الديزل الأمريكية بظلالها على الشركة ويخشى ألمان كثيرون أن يصل تأثيرها إلى شركاتهم الأخرى لتتآكل سمعة شعار "صنع في ألمانيا".
وقال فردناند دودنهوفر من جامعة دويسبرغ - إيسن "صنع في ألمانيا يعني الجودة والثقة. والآن الثقة ضاعت.. ما كان لأحد أن يتوقع حجم هذا الأمر والضرر الذي سيلحقه بالصناعة الألمانية سيستمر. هذه قمة جبل الجليد لا أكثر." ووصفت صحيفة بيلد اليومية الشعبية فولكسفاغن بأنها درة تاج الصناعة الألمانية يجب عدم المقامرة بنجاحها. لكن الواقع هو أنه ثبت قيام فولكسفاغن بتعمد تضليل هيئة الرقابة البيئية الأمريكية والمستهلكين الأمريكيين بشأن انبعاثات محركات الديزل.
وفيما هوت أسهم الشركة يومي الاثنين والثلاثاء، قالت الشركة، التي مقرها فولفسبورغ، إنها ستنفق نحو 6.5 مليار يورو كمخصصات في ربع السنة الحالي لتغطية التكاليف المتعلقة بالفضيحة. وتقول تقارير إعلامية إن الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن سيضطر في نهاية المطاف على ترك منصبه.
وللفضيحة وقع كبير على نحو خاص في ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا لأنها تعتمد على الصادرات التي تشكل أكثر من 45 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. وقال مارسل فراتسشر مدير معهد دي.آي.دبليو للبحوث الاقتصادية في برلين "النجاح العظيم لألمانيا كبلد مصدر يقوم على شعار الجودة ‘صنع في ألمانيا‘..فولكسفاغن رمز للجودة الألمانية". وأضاف: "حتى إذا لم نعرف حجم تأثير قضية فولكسفاغن على الاقتصاد الألماني فالمخاطر مرتفعة بسبب الاعتماد على الصادرات."
وتوفر صناعة السيارات الألمانية نحو خمس الوظائف في البلاد وساهمت بحسب دويتشه بنك بنسبة 17.9 بالمائة من إجمالي الصادرات الألمانية البالغة 1.1 تريليون يورو العام الماضي وتحقق صادرات القطاع نموا فوق المتوسط منذ 2009.
وأبدى وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل قلقه على سمعة صناعة السيارات عموما لكن منافسي فولكسفاغن الألمان دايملر وبي.ام.دبليو سارعا إلى القول بأن الاتهامات الموجهة إلي فولكسفاغن لا تنطبق عليهما.
ي.ب / أ.ح (رويترز)