فوز تركيا في "يورو 2024" يتحول إلى جدل سياسي واستدعاء سفراء!
٤ يوليو ٢٠٢٤في أعقاب فوز تركيا بنتيجة 2-1 على النمسا في دور الستة عشر، شهدت تركيا احتفالات واسعة بعد فوزها الدراماتيكي وتأهلها إلىربع نهائي بطولة أوروبا، (يورو2024) لكن الجدل حول تصرف أحد اللاعبين ألقى بظلاله على الفرحة الوطنية.
وتصاعد الجدل بعدما قام مدافع الفريق، ميريح ديميرال، بإشارة "الذئب الرمادي خلال احتفاله بأحد الأهداف. وتعتبر هذه الإشارة رمزا لحركة "الذئاب الرمادية" اليمينية المتطرفة، التي تراقبها السلطات الأمنية في ألمانيا. هذه التصرف دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) لفتح تحقيق قد يؤدي إلى إيقاف ديميرال عن اللعب.
وأثارت هذه الإشارة ردود فعل قوية، بما في ذلك من وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر التي قالت: "لا مكان لرموز المتطرفين الأتراك في ملاعبنا". ووصفت استخدام بطولة أوروبا كمنصة للترويج للعنصرية بأنه "غير مقبول تمامًا".
فيما ردت وزارة الخارجية التركية بانتقاد ردود الفعل الألمانية بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الألمانية، واصفة إياها بالعنصرية في حد ذاتها، ووصفت وزارة الخارجية التركية الإجراءات الألمانية بأنها غير مقبولة، حيث أكدت أنه ليس كل من يستخدم تلك الإشارة يميني متطرف، وقالت إن تلك الإشارة غير ممنوعة في ألمانيا.
وعلى خلفية الموضوع استدعت الخارجية التركية السفير الألماني في أنقرة، فيما ردت الخارجية الألمانية باستدعاء السفير التركي في برلين.
حركة الذئاب الرمادية
تحية "الذئب الرمادي" تعتبر رمزا لحركة قومية تركية متطرفة تُعرف بـ"الذئاب الرمادية"، التي تحمل أيديولوجيا قومية متطرفة وعنصرية. وفي حين تُحظر هذه التحية في النمسا، تدور في ألمانيا نقاشات حول إمكانية حظرها أيضًا. ويعتبر حزب الحركة القومية اليميني المتطرف هو الممثل السياسي في تركيا لهذه الحركة وهو شريك تحالف لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
والذئاب الرمادية هي حركة قومية تركية نشأت في منتصف القرن العشرين. تستمد الحركة رمزها من قصة أسطورية تشير إلى أن ذئبًا رماديًا أنقذ أجداد الأتراك وقادهم إلى العظمة. هذا الرمز يعكس بشكل كبير إيمانهم بتفوق الأمة التركية على باقي الأمم.
لا توجد رسائل خفية
من جانبه دافع ديميرال عن تصرفه قائلاً إنه يعبر عن هويته التركية وأنه لا يحمل أي رسالة خفية. وأضاف أنه يأمل في تكرار هذه الإشارة في المستقبل، مما زاد من حدة الجدل.
وتعد هذه المرة الأولى منذ عام 2008 التي يصل فيها المنتخب التركي إلى ربع نهائي بطولة أوروبا. ويتطلع المنتخب التركي إلى مواصلة مشواره الناجح في البطولة، حيث يعتمد على أداء حارس المرمى مارت غونك الذي أنقذ فريقه من التعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة ضد النمسا. وقال غونك: "نحن نؤمن بقدرتنا على الاستمرار حتى النهاية". وفي مواجهة ربع النهائي المرتقبة ضد هولندا في برلين، سيعتمد الفريق التركي على دعم جماهيره الكبيرة في ألمانيا، والتي كانت عاملاً مساعداً في تحقيق الانتصار السابق.