عام مضى على حرب غزة ومعاناة مستمرة لعائلات فقدت منازلها
٨ يوليو ٢٠١٥تبدأ الحاجة تهاني خليل (أم محمد) بإشعال الحطب لإعداد الخبز إيذانا بتناول وجبة الإفطار قبل موعد آذان المغرب بساعات قليلة. تساعدها الحاجة فضة حمد (أم بسام) التي فقدت أحد أولادها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة في غزة. وتشير السيدتان في حوارهما مع DWعربية أنهما وعائلتهما يعيشون، منذ عام في ظل ظروف إنسانية صعبة، في بيوت "كرافان" كما يُطلق عليها في غزة وهي عبارة عن غرف مصنوعة من الحديد وقابلة للتنقل.
الحاجة حسنة النجار ،"أم محمد"، فقدت زوجها ومنزلها المكون من ستة طوابق لتصبح هي وأولادها الأربعة وأحفادها من بين عائلات تنقلت نزوحا مابين مراكز الإيواء ليستقر بهم الحال في بيوت كرافان في بلدة خزاعة جنوب شرق القطاع.
DWعربية رصدت جانبا من معاناة بعض هذه العائلات التي فقدت منازلها والتي تسكن في بيوت كرافان المنتشرة في مناطق شرق وشمال غزة.
"عيشة لا تتناسب مع الحياة الآدمية"
يركض الأولاد الصغار لعبا بين طرقات عشرات الكرافانات الحديدية في منطقة خزاعة على بعد مئات الأمتار من الحدود الإسرائيلية. كرافانات أقيمت بالقرب من أنقاض مئات المنازل المدمرة. الحاجة حسنة تشرح لـ DW أن بيوت الكرافان الحديدية ينقصها الصرف الصحي والماء إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة داخلها التي تصل إلي 60 درجة مائوية.
وتحكي حسنة (أم محمد) أنها فقدت زوجها وممتلكاتها في الأنقاض. " الآن نتلقى الصدقات بعد ما كنا نعطي الصدقات ونعيش حاليا عيشة لا تتناسب مع الحياة الآدمية"، تضيف الحاجة حسنة وهي تشير إلى سقف وأرضية الكرافان لتؤكد إعادة ترميمها علي نفقتهم الخاصة.
مساعدات تقلصت تماما
"نعاني بكل معني الكلمة في شهر رمضان الذي قرب على الانتهاء في أجواء شديدة الحرارة"، هكذا يقول لـDWعربية باسم النجار الذي فقد منزله المكون من طابقين ومزارع الدواجن وكل ممتلكاته. ويحكي باسم: " خرجت أنا وزوجتي وأطفالي مسرعين خلال الحرب بملابسنا ولم نتمكن من حمل أوراقنا الشخصية". ويضيف باسم أنه رزق بطفل منذ أيام والمعاناة تزداد مع النقص الشديد في المساعدات الإنسانية المقدمة له ولعائلته.
وعن المساعدات في رمضان يؤكد باسم أنهم يتلقون من أصحاب الخير وجبات لعشرات الأسر التي تقطن 27 من بيوت كرافان في مربعهم الخاص بعائلة النجار. ويتابع باسم حواره مع DWعربية قائلا:" كنا نعتقد أنها أيام قليلة وستبدأ عملية إعادة إعمار غزة، ولكننا نسمع وعودا تلو الأخرى ليتبين لنا أنها وعود كاذبة".
"لا ذنب لهم في الحرب"
منازل ومناطق بأكملها دُمرت تماما ومازال ركامها قائما، فضلا عن وجود آلاف المنازل التي مازالت مدمرة جزئيا. وأصحاب هذه المنازل "لا ذنب لهم في الحرب بل دفعوا ثمنا باهظا من حياتهم وممتلكاتهم وأموالهم فيها". هكذا قال جميع من تحدثوا إلى DWعربية . محمد النجار المسؤول عن بيوت "كرافان" عائلة النجار الذي رافقنا يقول: " لا نرى من هو جاد في إيجاد حلول لمشاكلنا الحياتية أو إعادة الإعمار". ويضيف النجار: "تنقلنا عدة أشهر بين منازل قامت وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) بدفع إيجاراتها، لكننا خرجنا من هذه المنازل بعد توقف المساعدات المالية من الوكالةالتابعة للأمم المتحدة. ولا نعرف ماذا سنفعل أو أين نذهب عندما ينتهي عقد إيجار الأرض المقام عليه بيوت الكرافان في نهاية الشهر الحالي".
منازل مؤقتة رهينة رخصة البناء
تنتشر الخيام في المناطق الحدودية وغير الحدودية على أنقاض المنازل التي دمرتها الحرب. الكثير ممن دُمرت منازلهم ينتظرون بلهفة الأخبار التي تُتناقل عن محاولات إعادة الاعمار، البعض يئس من الانتظار وحاول أن يقيم بشكل مؤقت غرفة أو غرفتين على ركام وأنقاض منازلهم المدمرة. هنا ما يثير دهشة أبو سمير أن بلدية الحي، المسؤول عنها عناصر من حماس، أخطرتهم "بإزالة الغرفة المؤقتة المبنية علي أرضهم وعلى أنقاض منزلهم". وما يحزن أبو سمير حالة التشرد التي باتوا يعيشونها وأمر الإزالة للغرفة التي تأويهم بدعوى" عدم الحصول على رخصة بناء ".