قضية أميني ـ اعتقال مئات المحتجين ورئيسي يطالب بـ"الحزم"
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٢قتل 35 شخصا على الأقل في الاحتجاجات التي اندلعت منذ أكثر من أسبوع في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بينما كانت تحتجزها "شرطة الأخلاق"، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وسائل إعلام رسمية، لكن منظمات حقوقية غير حكومية ذكرت أن الرقم فاق الخمسية قتيلا.
وخرج المتظاهرون إلى شوارع المدن الكبرى في إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، على مدى ثماني ليال متتالية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة إثر توقيفها في العاصمة الإيرانية بسبب "لباسها غير المحتشم".
خرجت تظاهرات في أنحاء الجمهورية الإسلامية أم الجمعة (23 أيلول/ سبتمبر 2022) تخلل بعضها على ما أظهرت تسجيلات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أعمال عنف في طهران وفي مدن أخرى من بينها تبريز.
اعتقلت الشرطة الإيرانيةأكثر من 700 شخص في محافظة واحدة خلال أكثر من أسبوع من الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، حسبما ذكرت وكالة تسنيم للأنباء السبت. وأعلن الجنرال عزيز الله مالكي، قائد شرطة محافظة كيلان "اعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 امرأة" وفق الوكالة.
كما اعتقلت قوات الأمن نشطاء وصحافيين من بينهم نيلوفر حميدي من صحيفة شرق الإصلاحية الذي كتب عن وفاة أميني. من ناحية أخرى قال مركز "هنكاو" لحقوق الإنسان الكردي ومقره أوسلو إن المتظاهرين "سيطروا" على أجزاء من مدينة أشنويه بمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران.
رئيسي: "التعامل بحزم" مع المحتجين
وحذرت منظمة العفو لدولية في ساعة متأخرة الجمعة من "خطر إراقة مزيد من الدماء وسط حجب متعمد للانترنت". وقالت إن أدلة جمعتها من 20 مدينة في أنحاء إيران "تكشف عن نمط مروّع من قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق طلقات الخردق بشكل غير قانوني ومتكرر مباشرة على المحتجين". واستنكرت المنظمة كذلك إطلاق "وابل الرصاص ... على المحتجين". وأضافت في بيانها أن قوات الأمن قتلت 19 شخصا على الأقل ليل الأربعاء فقط، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل.
وشارك الآلاف في مسيرة مؤيدة للحجاب في طهران الجمعة، مشيدين بقوات الأمن التي تحرّكت للسيطرة على الاحتجاجات التي يقول الإعلام الرسمي إن "متآمرين" يقفون وراءها. وخرجت تظاهرات مؤيدة لقوات الأمن أيضا في عدة مدن بينها الأهواز وأصفهان وقم وتبريز.
وليل أمس الجمعة، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي إن أميني لم تتعرّض للضرب. ونقل عنه الإعلام الإيراني قوله إن "نتائج الشواهد العينية والمحادثات مع الموجودين في مكان الحادث وتقارير الأجهزة المعنية وسائر التحقيقات الأخرى أظهرت أنه لم يكن هناك ضرب واستخدام عنف"، وفق ما ذكرت وكالة أرنا. وأشار الوزير إلى أن الحكومة تحقق في سبب وفاة أميني، مضيفا "علينا انتظار الرأي النهائي للطبيب الشرعي، وهو أمر يستغرق وقتا".
وانتقد والد أميني بشدة التقرير الطبي عن وفاتها، قائلا إن ابنته لم تكن تعاني من أي مشكلات في القلب، وبالتالي لا يمكن أن تكون قد توفيت بسبب سكتة قلبية.
من ناحية أخرى ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس إبراهيم رئيسي قال اليوم السبت إن على إيران "التعامل بحزم مع أولئك الذين يعتدون على أمن البلاد وسلامها". جاءت تصريحات رئيسي في مكالمة هاتفية قدم خلالها التعازي لأسرة أحد أفراد الأمن قُتل طعنا الأسبوع الماضي، مع توجيه أصابع الاتهام لمتظاهرين غاضبين شاركوا .
ع.ج/ ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ، رويترز)