التجسس الأميركي يفرض نفسه على القمة الأوروبية
٢٤ أكتوبر ٢٠١٣قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عند وصولها إلى مقر انعقاد القمة الأوروبية "التجسس بين أصدقاء، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضافت ميركل في أعقاب انتشار مزاعم بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية راقبت هاتفها المحمول: "لا يتعلق الأمر بي بشكل رئيسي بل بالمواطنين بشكل خاص".
وخلفت هذه القضية توترا على قمة رؤساء الدول والحكومات، التي كانت قد افتتحت اليوم الخميس (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، وكان يفترض أن تكون قمة روتينية مخصصة للاقتصاد الرقمي. وتم بحث ذات القضية خلال لقاء بين ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند عُقد "لتنسيق رد الفعل" بينهما كما قال مصدر دبلوماسي فرنسي. وكما فعل أولاند في مطلع الأسبوع، طلبت ميركل الخميس توضيحات من الرئيس الأميركي حول المعلومات التي أفادت أن "أجهزة الاستخبارات الأميركية قد تكون راقبت" هاتفها. وشددت ميركل على أنه إذا تأكد هذا الأمر فسوف تعتبره "غير مقبول على الإطلاق" وسيسدد "ضربة شديدة للثقة" بين البلدين الصديقين.
وأعلنت الحكومة الألمانية مساء الأربعاء أن الهاتف المحمول للمستشارة "قد يكون يخضع لمراقبة الأجهزة الأميركية". ورفض البيت الأبيض الخميس القول ما إذا كانت الولايات المتحدة تجسست في السابق على اتصالات المستشارة الألمانية وذلك في أوج أزمة دبلوماسية مع برلين. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض إنه لن يعلق على "اتهامات محددة وجهت" إلى واشنطن، وذلك غداة إعلانه أن "الولايات المتحدة لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة". ولم يشأ كارني إعطاء توضيحات إضافية قائلا "لا شيء أضيفه".
وطالب قادة أوروبيون آخرون بموقف حازم تجاه هذه القضية، حيث دعا رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا إلى كشف "كل الحقيقة"، فيما طالب رئيس الوزراء البلجيكي ايليو دي روبو "بإجراءات أوروبية لمكافحة هذا التجسس المنهجي".
وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية أكدت قبل ذلك في مواجهة غضب فرنسا والمكسيك إزاء الكشف عن التجسس الأميركي الواسع النطاق عليهما، أن المعلومات الصحفية بهذا الشأن "غير دقيقة ومضللة". وبحسب صحيفة لوموند الفرنسية فان وكالة الأمن القومي جمعت أكثر من سبعين مليون تسجيل لبيانات هاتفية خاصة بمواطنين فرنسيين.
مناقشة معضلة المهاجرين
والموضوع الآخر الذي يهيمن على محادثات رؤساء الدول والحكومات الأوروبية سيكون سياسة الهجرة، بعد ثلاثة أسابيع على المأساة التي وقعت في جزيرة لامبيدوزا. وسيطالب قادة الدول الأوروبية التي تشهد تدفقا يوميا من المهاجرين عبر المتوسط ولاسيما إيطاليا ومالطا واليونان واسبانيا، بمزيد من التضامن الملموس والتعاون من نظرائهم بعد ثلاثة أسابيع على المأساة التي وقعت على مقربة من سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة وقتل فيها أكثر من 360 شخصا.
ولن يكتفي القادة الأوروبيون هذه المرة بالكلام بل يطالب رئيس الوزراء الإيطالي بتعزيز وكالة فرونتكس التي تقوم بمراقبة الحدود الأوروبية. ويريد الوزير المالطي جوزيف موسكات أن يعتمد الاتحاد الأوروبي "استراتيجية واضحة"، فيما دعا رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أمس الأربعاء لأن تكون مسألة ضبط الحدود "مجهودا يتقاسمه الاتحاد برمته".
ف. ي/ ع.ج (آ ف ب، د ب آ، رويترز)