قطاع غزة.. أسوأ جولة عنف منذ أشهر وجهود مصرية للتهدئة
١٠ مايو ٢٠٢٣ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة في أسوأ جولة عنف تندلع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ أشهر. فوفق آخر حصيلة قتل ما لا يقل عن 22 فلسطينيا على مدى يومين من الغارات الاسرائيلية التي طاولت قطاع غزة. في المقابل ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على المناطق المتاخمة للقطاع.
وأطلقت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب وبلدات جنوب إسرائيل مساء الأربعاء (العاشر من مايو/ أيار 2023) بعد إطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة عشرات الصواريخ من القطاع الساحلي، بحسب مراسلي فرانس برس.
كما تجددت الغارات الإسرائيلية على أهداف عديدة خصوصا لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، رغم تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين عن جهود تبذلها القاهرة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأكدت بيانات وزارة الصحة المتلاحقة في قطاع غزة مقتل 22 شخصا في القصف الجوي الإسرائيلي على القطاع بينهم خمسة أطفال إضافة إلى ما لا يقل عن 50 إصابة.
ويعتبر هذا التصعيد بين الجانبين الأخطر منذ آب/أغسطس 2022.
نتنياهو: مازلنا في منتصف عملية غزة
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب مساء اليوم إن بلاده لاتزال في منتصف العملية ضد حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة. وأضاف أنّ الجيش الإسرائيلي وجه "الضربة الأقوى التي تلقتها" ألحركة.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن 270 صاروخا على الأقل أطلقت من القطاع عبر 205 منها المجال الجوي وتم اعتراض 62 من قبل منظومة القبة الحديدية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل سبعة أشخاص في الغارات الجوية الأربعاء ليضافوا إلى 15 فلسطينيا قضوا الثلاثاء في قصف إسرائيلي استهدف خصوصا ثلاثة قادة عسكريين في حركة "الجهاد الإسلامي".
ورصد مراسلو وكالة فرانس برس غارات جوية على شمال مدينة غزة وسط تصاعد للدخان. وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن القصف طال أشخاصا "كانوا في طريقهم إلى موقع إطلاق صواريخ في مدينة خان يونس" جنوب قطاع غزة.
وبعد دقائق، شاهد مراسلو فرانس برس عشرات الصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون نحو إسرائيل. ودوت صفارات الإنذار في البلدات المحاذية لحدود القطاع على ما أكد الجيش الإسرائيلي.
ولم تسجل إصابات في صفوف الإسرائيليين. وأعلنت وزارة الدفاع تمديد "إعلان الطوارئ" الساري في التجمعات السكنية الجنوبية.
مصر أجرت اتصالات "مكثفة ومثمنة"
يأتي ذلك فيما أعلنت حركة "حماس" أنها تلقت اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة في غزة. كما أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" وجود اتصالات مع مسئولين مصريين في مسعى لاستعادة التهدئة في القطاع، لكنها اعتبرت أنه من المبكر الإعلان عن اتفاق متبادل.
من جهته، أكد مصدر مصري لفرانس برس "إجراء عدة اتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته "دعت مصر إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين بشكل فوري".
وأكد مصدران متطابقان في "الجهاد الإسلامي" و"حماس" لفرانس برس أن مصر أجرت اتصالات "مكثفة ومثمنة" مع الحركتين، "وأبلغتنا أنها أجرت اتصالات مع الجانب الإسرائيلي وطلبت وقفا فوريا لإطلاق النار والعودة للهدوء. وحتى الآن لا يوجد اتفاق للتهدئة".
من جانبه صرح مسؤول إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته بأن جهودا مصرية تبذل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، مضيفا "سنجري تقييما للأوضاع بناء على الأفعال على أرض الواقع وليس على البيانات الصحافية".
كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريحات للقناة الحادية عشرة الإسرائيلية "تواصلت معنا مصر بخصوص التهدئة، هذا يأتي من جانب الجهاد الاسلامي، اعتقد أنه من الواضح السبب الذي يدفع الجهاد الى أن تتوسل التهدئة".
يشار إلى أنّ حركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية. كما تصنف حركة "الجهاد الإسلامي" على أنها منظمة إرهابية أيضا، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
ص.ش/أ.ح/ م.س (أ ف ب، د ب أ)