قلعة الألتس: رحلة تاريخية وسط طبيعة خلابة
٢٠ يوليو ٢٠٠٧تعد قلعة الألتس الواقعة في تلال نهر الموزيل بين مدينتي كوبلنز وترير من أجمل القلاع الألمانية، إذ أنها تتميز بموقعها الرائع وسط جبال صخرية خضراء. القلعة، التي شيدت في القرن الثاني عشر لا تتميز فقط بمنظر الخضرة الرائعة المحيطة بها، لكن أيضاً بالحماية التي توفرها لها الطبيعة. فإلى جانب الجبال الصخرية، يحيط بالقلعة نهر الالتسباخ، أحد روافد نهر الموزيل، مكوناً منحنياً نهرياً يحيط بالقلعة من ثلاثة جوانب وهو ما حافظ على مبناها الرئيسي على مر العصور.
لم يكن الأمان هو السبب الأساسي الذي دفع عائلة ألتس إلى اختيار هذا الموقع منذ أكثر من 800 عام، لكن كانت هناك أسباب اقتصادية أيضاً. فالقلعة تقع في موقع متوسط بين وادي نهر الموزيل الذي كان يعد أحد أهم الطرق التجارية في المملكة الألمانية آنذاك وبين حقول منطقتي آيفل ومايفيلد الخصبتين. ومازالت هذه القلعة ملكاً للعائلة نفسها بعد أن توالى عليها 33 جيلاً مختلفاً منذ القرن الثاني عشر وحتى يومنا هذا.
تقسيم القلعة أثراها بالأبنية الجميلة
امتدت عملية بناء هذه القلعة على مدى نحو 500 عام وعدد من الأجيال وهو الأمر الذي يفسر تنوع أساليب البناء من المدرسة الرومانسية ومدرسة الباروك والأسلوب الغوطي. وإن كان تاريخ البدء في بنائها بالتحديد غير معروف، لكن أول إشارة إليه جاءت في إحدى الوثائق التي تعود إلى عام 1157.
وفي عام 1268 قسمت العائلة إلى عدة فروع منفصلة، وقسمت القلعة وما حولها من أراض أيضاً بين أقسام العائلة المختلفة، فاشتركت الأسر الصغيرة في ملكية القلعة، حيث كانت كل أسرة مسئولة عن الجزء الخاص بها من القلعة.
قلعة تشهد على التاريخ
واليوم، مازالت القلعة وما يحيط بها من حدائق تحتفظ برونقها وجمالها ويمكن للزائر التمتع بالتجول في الحدائق المختلفة بداخل القلعة وحولها. كما يمكنه أيضاً زيارة بعض أجزائها من الداخل. هناك يمكن مشاهدة الدروع التاريخية البراقة. كما يمكن التمتع باللوحات الجدارية القديمة.
ومن أجمل قاعات القلعة وأكبرها، قاعة الفرسان، فهناك يجد الزائر سجاجيد فرنسية مصورة ترجع إلى القرن السابع عشر. وبالإضافة إلى هذه الأعمال الفنية، هناك أعمال تعود للعصر الغوطي وأخرى إلى القرن العشرين، فهذه القلعة الشامخة في وسط الجبال منذ أكثر من 800 عام والتي عايشت أجيالا وأجيالا هي بحق شاهد على التاريخ.