قمة الناتو تتعهد بتعزيز دعم أوكرانيا وبايدن يقع بهفوات لفظية
١٢ يوليو ٢٠٢٤ارتكب الرئيس الأمريكي جو بايدن هفوة جديدة الخميس (11 يوليو / تموز 2024) خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن بتقديمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه "الرئيس بوتين"، قبل أن يصحح بايدن خطأه، في انتكاسة جديدة للمرشح الديموقراطي الذي يتعرض لضغوط متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب مخاوف بشأن صحته الذهنية. وسارع خصوم بايدن الجمهوريون إلى تداول فيديو الهفوة على شبكات التواصل الاجتماعي. ويتمثل التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي في أن يكون قادرا على الإلقاء والتعبير عن نفسه بوضوح وبصوت واثق ومن دون ملاحظات مكتوبة وبلا مُلقِّن آلي. وتعليقا منه على هفوة بايدن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "جميعنا نخطئ أحيانا"، مضيفا في ختام قمة الحلف الأطلسي أن نظيره الأمريكي بدا له حاضرا ذهنيا بالكامل.
وارتكب بايدن هفوة جديدة الخميس عندما قدم نائبته كامالا هاريس باسم "ترامب". وردا على سؤال عن إنْ كان بإمكان هاريس التغلب على ترامب إذا قرر الرئيس الديمقراطي بايدن عدم الترشح مجددا قال بايدن: "لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة (...) لهذا السبب اخترتُها". وتُعد نائبته كامالا هاريس المرشحة الأوفر حظا لتحل مكانه إذا تنحى، لكن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تحصل قبل مؤتمر الحزب الديموقراطي المقرر في أغسطس / آب 2024 في شيكاغو.
وسخر ترامب الخميس من المؤتمر الصحافي الذي عقده بايدن وارتكب خلاله زلة لسان، وقال على شبكته "تروث سوشال": "عمل جيد يا جو!". وكان هذا أول مؤتمر صحافي يعقده بايدن منذ مناظرته الكارثية ضد ترامب.
زيلينسكي يدعو دول الناتو خلال قمة واشنطن إلى رفع القيود عن الأسلحة
من جهة أخرى أكد ماكرون أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا على "المدى الطويل" وفي "التقدم نحو عضوية حلف شمال الأطلسي". من ناحيته أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ثقته بأن بلاده ستنضم يوماً ما إلى الناتو ، كما طالب زيلينسكي الخميس دول حلف شمال الأطلسي برفع "كل القيود" المفروضة على بلاده لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية. وتفرض دول عدة في الحلف قيوداً على استخدام أسلحة ترسلها إلى أوكرانيا. وتحظر بعض هذه الدول -مثل إيطاليا- أي استخدام لأسلحتها على الأراضي الروسية، وتحصر دول أخرى -مثل الولايات المتحدة- استخدام أسلحتها في ضربات على أهداف عسكرية مشروعة ضمن عمق محدود داخل أراضي روسيا. وتواظب كييف على المطالبة بأن يُجاز لها استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي.
شولتس يرفض رفع القيود على الأسلحة
من جهته رفض المستشار الألماني أولاف شولتس طلب الرئيس زيلينسكي. في المقابل شدد الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ على "حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها" بما في ذلك "عبر ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية"، خصوصا "إذا كان خط الجبهة قريباً جداً من الحدود"، الأمر الذي ينطبق على منطقة خاركيف حيث شنت موسكو هجوماً في مايو / أيار 2024.
وحصلت أوكرانيا خلال القمة على وعود بأسلحة جديدة لتعزيز حماية أجوائها، ولا سيما مع اقتراب كييف من تسلم مقاتلات من طراز "إف-16". لكن زيلينسكي لم يكتفِ بذلك، وطلب من داعمي كييف، خصوصا الولايات المتحدة، منح قواته التي تعاني نقصا في الذخيرة والعناصر، مزيدا من منظومات الأسلحة لضرب الداخل الروسي. وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أيضا خطوة مهمة لتعزيز قوة الردع لدى الأطلسي ضد روسيا في أوروبا بقولها إنها ستبدأ "عمليات نشر" للصواريخ البعيدة المدى في ألمانيا عام 2026. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس، أن احتمال نشوب "صراع مباشر بين الأطلسي وروسيا مقلق". وتحاول أنقرة البقاء على مسافة متساوية من موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير / شباط 2022.
وحول انضمامها إلى حلف الناتو، أقرت الدول الأعضاء الأربعاء في بيان مشترك بأن أوكرانيا تسلك "طريقاً لا عودة عنه". وانتهز التحالف الذي يضم 32 بلدا القمة التي عقدت في واشنطن لإظهار تصميمه على التصدي لموسكو ودعمه الثابت لكييف. وبعدما ركز قادة الأطلسي في الجزء الأكبر من القمة على دعم أوكرانيا حولوا تركيزهم شرقا نحو التحدي المتزايد الذي تمثله الصين، عبر محادثات مع قادة أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. وأعرب قادة الناتو عن "قلقهم البالغ" إثر تعمق العلاقات بين بكين وموسكو. وردت بكين مطالبة الحلف بـ"التوقف عن تضخيم ما يسمى تهديدا صينيا ...". وتقدم الصين نفسها طرفا محايدا في النزاع، لكنها قدمت مساعدات حيوية وحاسمة للاقتصاد الروسي المعزول ولتجارته التي ازدهرت منذ بدء الحرب.
ع.م/و.ب (أ ف ب ، د ب أ)