قوات حفتر تعلن سيطرتها الكاملة على مدينة سرت الليبية
٦ يناير ٢٠٢٠أعلنت قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، والمعروفة باسم "الجيش الوطني الليبي" اليوم الاثنين (السادس من يناير/ كانون الثاني 2020) أنها فرضت سيطرتها التامة على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية، مسقط رأس العقيد معمر القذافي. وذكرت أنها سيطرت على مواقع محيطة بسرت منها قاعدة القرضابية الجوية قبل التحرك إلى وسط المدينة.
وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر، إن العملية كانت سريعة "وتم التخطيط لها بشكل جيد. وفي خلال ثلاث ساعات كنا في قلب مدينة سرت". وأضاف أن العملية كانت مفاجئة وسريعة مشيرا إلى أن التقدم سبقته ضربات جوية.
وفي وقت سابق اليوم قال أحد سكان وسط سرت لرويترز بالهاتف "نحن نرى أرتالا من الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) داخل مدينة سرت، هم يسيطرون على أجزاء كبيرة من المدينة، كما أننا نسمع إطلاق نار أيضا".
ومن شأن السيطرة على سرت أن تمنح حفتر مكسبا مهما من الناحية الاستراتيجية. إذ تقع سرت في منتصف ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وكانت تسيطر عليها قوات متحالفة مع حكومة الوفاق منذ قيامها بطرد تنظيم "الدولة الإسلامية، (داعش) من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية في أواخر 2016.
وأكدت قوات حكومة الوفاق في سرت تعرضها لهجوم من قوات حفتر. وأعلنت قوة حماية وتأمين سرت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أنها "تتعامل مع ميليشيات إرهابية" تابعة لحفتر، مشيرة الى أن "مرتزقة الجنجويد والمعارضة التشادية" يشاركون في القتال.
وفي السياق ذاته، أكد مصدر عسكري في قوات حكومة الوفاق كان موجودا في سرت أن سيطرة قوات حفتر على المدينة تمت من طريق "خيانة" أحد التشكيلات العسكرية الموجودة في المدينة. وقال المصدر لفرانس برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه إن "الكتيبة (604 مشاة) خانت قوات حكومة الوفاق المتواجدة في سرت، وقامت تزامنا مع تحرك قوات حفتر صوب المدينة بتسهيل دخولها بدون قتال".
ولم يصدر أي تعليق من الكتيبة (604) على سيطرة قوات حفتر على المدينة.
كما أنه لم يرد تعليق من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج على إعلان قوات حفتر الاستيلاء على سرت حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
تركيا بصدد إرسال مستشارين عسكريين
وجاء تقدم قوات حفتر في وقت تستعد فيه تركيا لإرسال مستشارين وخبراء عسكريين إلى ليبيا للمساعدة في تعزيز موقف حكومة الوفاق الوطني فيما يشير إلى اتجاه لزيادة التدخل الدولي في ليبيا. كما أعلن الرئيس التركي أردوغان أمس الأحد البدء بنشر قوات في ليبيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين إن تركيا سترسل خبراء عسكريين وفرقا تقنية لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا.
ويقول خبراء تابعون للأمم المتحدة ودبلوماسيون إن قوات حفتر تلقى مساعدات مادية وعسكرية من دول من بينها الإمارات والأردن ومصر..
في غضون ذلك دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة اليوم إلى وقف التدخل لدى طرفي الصراع الليبي، قائلا إن دولا كثيرة للغاية تتدخل في شؤون ذلك البلد. وقال سلامة للصحفيين في الأمم المتحدة "ابقوا بعيدا عن ليبيا".
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تصعيدا في القتال والقصف والضربات الجوية في أنحاء طرابلس. وتعرضت أكاديمية عسكرية في طرابلس للقصف مساء يوم السبت مما أودى بحياة 30 شخصا على الأقل وذلك بعد يوم من إغلاق المطار الوحيد الذي يعمل في المدينة جراء القصف ونيران الصواريخ.
أ.ح/ ص.ش (رويترز، ا ف ب، د ب أ)