كلاوديا نويمان ـ أول سيدة تعلق على مباريات اليورو
٢١ يونيو ٢٠١٦الجديد في بطولة أمم أوروبا الحالية لم يقتصرفقط على زيادة عدد المنتخبات المشاركة أو استخدام تكنلوجيا مراقبة خط المرمى للمرة الأولى في البطولة، بل طال أيضا بعض القنوات التلفزيونية الناقلة للبطولة.
من تابع مباراة إيطاليا والسويد ضمن مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات على القناة الثانية الألمانية (ZDF) لاحظ أن صوت المعلق هذه المرة يختلف عن المعتاد، حيث تولى صوت نسائي التعليق على تلك المباراة. وتولت الصحفية كلاوديا نويمان هذه المهمة لتكون بذلك أول امرأة تعلق على مباريات بطولة أمم أوروبا.
وعن هذه التجربة قالت نويمان في حوار مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية، إنها كانت واعية منذ البداية بأن اقتحام مجال اختص به الرجال تقليديا ليس بالأمر السهل، لكنها أكدت في الوقت ذاته على أنها لاقت الدعم الكامل من زملائها ورؤسائها في العمل. وعن كيفية استعدادها للتعليق على مباريات اليورو أوضحت الصحفية البالغة من العمر 52 عاما، أنها تجمع الإحصائيات عن اللاعبين الذين تعلق على مبارياتهم، كما تقرأ آخر الآخبار عن أنديتهم وتبحث في تاريخ اللاعبين وخصائصهم.
ونالت نويمان ثناء كبيرا من رئيس القسم الرياضي بالقناة الثانية الألمانية (ZDF) لأداءها الجيد في التعليق على مباراة إيطاليا والسويد. وقال ديتير غروشفيتس "لقد علقت بكل تقدير على المباراة".
ردود فعل جارحة على مواقع التواصل الاجتماعي
لكن وعلى خلاف ردود فعل مديرها الإيجابية تعرضت الصحفية الرياضية للعديد من التعليقات الساخرة في وسائل التواصل الاجتماعي . فبمجرد انتهاء الشوط الأول من مباراة إيطاليا والسويد انهالت تعليقات متضمنة لإهانات جنسية ضد المذيعة، خصوصا على مواقع توتير وفايسبوك. مما أظهر أن تقبل معلقة على مباريات في بطولات كبرى مثل اليورو لا يزال غريبا حتى ولو تعلق الأمر بمجتمع متحضر وحداثي مثل المجتمع الألماني. وأمام كثرة التعليقات الساخرة والجارحة اضطر المشرفون على موقع ZDF على فايسبوك على حذف بعض التعليقات وتوجيه رسالة لاصحابها بأن يركزوا على النقاش الموضوعي بدل توجيه النقد الشخصي للمعلقة على المباراة.
من جهتها لم تبد نويمان استغرابا من الهجوم الكبير الذي تعرضت له على مواقع التواصل الاجتماعي وأرجعت ذلك إلى الشعور السلبي لبعض الرجال عندما يرون سيدة تقتحم عالما ظل لحد الآن يحمل طابعا رجاليا خالصا. وأوضحت المعلقة الرياضية قائلة: "عندما تقف صحفية في أطراف الملعب وتجري حوارات فإن ذلك يكون مقبولا لدى الجمهور. لكن عندما تتولى امرأة التعليق لتسعين دقيقة على المباراة وتدلي بمعلومات جديدة يجهلها الكثير من الرجال أو تقدم لهم رؤية مختلفة عن رؤيتهم، حينئذ يشعر البعض بالنقص لأن امرأة هي من تقوم بذلك".
لكن هناك أسباب أخرى موضوعية قد تكون وراء ردود الأفعال السلبية للبعض على تعليق امرأة على مباريات كرة القدم كما تقول نويمان في حوار مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ" قد لا يعجب البعض صوت المرأة في التعليق على المباريات أو طريقتها في ذلك. كما أن تقبل هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت حتى يتعود الجمهور الرياضي عليه، حيث لم يحدث في السابق أن علقت امرأة على مباريات في بطولة كبيرة مثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم".
وهو نفس الاتجاه الذي أرادت القناة الألمانية الثانية (ZDF) السير عليه حيث تعمدت منح نويمان مبارتين فقط للتعليق عليهما في اليورو 2016. وبتواضع كبير أجابت المعلقة الألمانية على بعض الأصوات التي طالبتها بالتعليق على المباراة النهائية في اليورو لصالح القناة الألمانية الثانية، قائلة "في رأي أفضل معلق في القناة هو من يجب عليه القيام بذلك. وبكل تأكيد، لست أنا الأفضل".