كلينتون تدعو طهران إلى التعاون مع المجتمع الدولي والتقيد بالتزاماتها
١٠ أبريل ٢٠٠٩عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلق بلادها إزاء إعلان إيران قدرتها على إنتاج دورة الوقود النووي بشكل كامل. وعلى الرغم من هذا التطور أشارت كلينتون أمس (الخميس 9 أبريل/ نيسان 2009) إلى استعداد بلدها لإجراء حوار مع طهران، ودعت أيضا القيادة الإيرانية إلى التعاون مع المجتمع الدولي. كما شككت كلينتون أمام الصحافيين في مصداقية الإعلان الإيراني قائلة: "لا نعرف ماذا نصدق بشأن البرنامج الإيراني.. سمعنا تقييمات وأقوالا مختلفة على مدار أعوام".
وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية أن أحد الأسباب، التي قررت الولايات المتحدة من أجلها المشاركة في المحادثات المباشرة مع إيران، يكمن في المساعدة على ضمان الكشف عن "معلومات موثوقة" بشأن القدرات النووية الإيرانية. وشددت الوزيرة الأمريكية على أنه "سيكون مفيدا للإيرانيين أن يتعاونوا مع المجتمع الدولي وأن يحافظوا على مجموعة من الالتزامات والآمال التي تؤثر عليهم والتي نعتقد أنهم ملتزمون بها... وسنواصل إصرارنا على ذلك".
ومن جانبه صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت وود بأن "إيران تقول إنها مهتمة ببرنامج نووي للأغراض السلمية.. ولكن المجتمع الدولي يشعر ببعض القلق العميق إزاء هذا البرنامج". وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس الأول الأربعاء أنها ستنضم إلى الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا في محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وزير إسرائيلي: "مهلة زمنية" للحوار مع إيران
وفي الإطار نفسه اقترح وزير إسرائيلي اليوم الجمعة أن تحدد الولايات المتحدة "مهلة زمنية" للحوار الرامي إلى إقناع إيران بالتخلي عن السلاح النووي. وقال سيلفان شالوم، الوزير المكلف بالتنمية المحلية، تعقيبا على الاقتراح الأميركي بدء حوار مع طهران حول برنامجها النووي من دون شروط مسبقة: "علينا التفكير معا في المهلة الزمنية لهذا الحوار".
وأضاف سيلفان شالوم في تصريح للإذاعة العسكرية: "الأكيد هو أن إسرائيل لن تقبل بأن تملك إيران السلاح النووي وحتى الدول العربية لن تقبل بذلك ولا أوروبا ولا الولايات المتحدة". كما أعرب عن تشاؤمه بشأن فرص إقناع طهران بالسبل الدبلوماسية، معتبرا أن "الحوار ربما هو هدر للوقت". إلا انه اعتبر في الوقت ذاته أن ضربة عسكرية للمنشئات النووية الإيرانية يجب ألا تكون الخيار البديل في حال فشل الحوار مع طهران، بل "الضغوط الاقتصادية على طهران، التي أتت بنتائج في الماضي في جنوب إفريقيا (لإلغاء نظام الفصل العنصري) وليبيا وبدرجة أقل في كوريا الشمالية".
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسئول إسرائيلي حكومي كبير قوله إن إسرائيل "لا تُمانع إجراء حوار بين الغرب وطهران لوقف البرنامج النووي الإيراني شرط عدم استفادة إيران منه لكسب الوقت". وبحسب الصحيفة ستكون مسألة الملف النووي في صلب المباحثات التي ستجري الشهر المقبل في واشنطن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومسئولين أميركيين.
أحمدي نجاد: "استعداد للحوار وإصرار على حقوق إيران النووية"
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ذكر أمس الخميس أنه مستعد للمشاركة في محادثات نووية مع الغرب بما في ذلك الولايات المتحدة، ولكنه يصر على "احترام حقوق بلاده النووية". وقال نجاد في كلمة خلال احتفال بمناسبة الذكرى الثالثة لليوم الوطني للتنمية النووية في أصفهان: "نحن مستعدون لإجراء محادثات نووية مع الغرب ولكن هذه المحادثات يجب أن تقوم على أساس مبدأ العدل والمساواة واحترام حقوق إيران النووية".
كما أكد نجاد مجددا أن إيران دولة محبة للسلام ولكنها لن تقدم أي تنازلات بشأن حقوقها النووية لأن بلاده تلتزم دوما بمعاهدة حظر الانتشار النووي ولوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورحب بدعوة الرئيس الأمريكي أوباما بإخلاء العالم من الأسلحة النووية.
ومن المتوقع أن يجرى المنسق الأعلى للشئون السياسية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اتصالا بكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي لتحديد موعد ومكان الاجتماع النووي المقبل .
(ل.م، د.ب.أ، ا.ف.ب)
تحرير: طارق أنكاي