كلينتون تنهي جولتها في المنطقة العربية بزيارة مراكش
١ نوفمبر ٢٠٠٩وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فجر اليوم الأحد أول نوفمبر/تشرين الثاني إلى مراكش لمواصلة مساعيها من أجل إطلاق عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وستلتقي كلينتون نظرائها العرب يومي الاثنين والثلاثاء القادمين في إطار الدورة السادسة لمنتدى المستقبل التي ينظمها المغرب بالتعاون مع إيطاليا.
ويشكل المغرب المحطة الأخيرة في جولة الوزيرة الأمريكية في المنطقة العربية وإسرائيل والتي بدأتها بزيارة أبوظبي، حيث التقت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقوم بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وانتقلت كلينتون يوم أمس السبت إلى القدس الغربية لتلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويبدو أن اللقاء مع المسئولين الإسرائيليين قد أثمر عن تقارب أمريكي إسرائيلي فيما يخص الملفات المثيرة للجدل كملفي الاستيطان والقدس.
نتنياهو وكلينتون يدعوان إلى مفاوضات دون شروط مسبقة
فبعد وصول كلينتون إلى إسرائيل، أجرت جولة مشاورات مع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قبل لقائها مع نتنياهو. وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين الجانبين، أكدت كلينتون دعمها لطلب إسرائيل في استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن وبدون أية شروط مسبقة. وقالت كلينتون في هذا السياق: "أريد أن أرى الطرفين قد بدئا المفاوضات في أقرب وقت ممكن".
ومن جانبه، وصف نتنياهو الطلب الفلسطيني الخاص بتجميد الاستيطان كشرط لإطلاق المفاوضات بأنه "ذريعة وعقبة" تجمدان أي استئناف لمفاوضات السلام مع إسرائيل. من جانبها، اعتبرت كلينتون أن مقترحات نتنياهو حول " تقييد الاستيطان" هي "سابقة"، مشيرة إلى أن إسرائيل التزمت بالتحديد بعدم إطلاق مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. وتشكل تصريحات كلينتون المؤيدة لموقف نتنياهو رفضاً واضحاً للموقف الفلسطيني القائم على ربط استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل بوقف كامل للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
الفلسطينيون يصرون على شرطهم لاستئناف مفاوضات السلام
الرد الفلسطيني على تصريحات كلينتون ونتنياهو جاء سريعا، فقد وصف صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية اليوم الأحد العرض الإسرائيلي بشأن الوقف الجزئي للتوسع الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية لاستئناف المفاوضات بأنه "خدعة". وأكد عريقات رفض الجانب الفلسطيني أي دعوات أو تحركات أمريكية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل بدون الوقف "الشامل" للاستيطان. واعتبر عريقات توافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشأن وقف الاستيطان جزئياً بأنه مجرد "خدعة وتهرب من استحقاقات السلام".
ومن جانبه، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اليوم أن الاستيطان الإسرائيلي هو "العقبة الرئيسية " أمام إعادة محادثات السلام مع إسرائيل، مضيفاً: "لا يمكن ولا يجوز إعطاء إسرائيل أي تبرير أو ذرائع للاستمرار فيه بل يجب وقفه فورا". ورد أبو ردينة على تصريحات كلينتون في إسرائيل بالقول: "إن كل الاستيطان إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها في القدس غير شرعي بكل أشكاله". وجدد الرئيس الفلسطيني عباس أثناء لقائه كلينتون أمس السبت في أبو ظبي رفض الفلسطينيين استئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون وقف تام للاستيطان الإسرائيلي.
( ح.ح / اف ب / رويترز / د ب أ )
مراجعة: سمر كرم