كلينتون: "على القذافي الرحيل بدلاً من إطلاق التهديدات"
٢ يوليو ٢٠١١ردت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت (2 تموز/ يوليو 2011) على تهديدات العقيد معمر القذافي بنقل المعركة إلى أوروبا، بدعوته إلى تسهيل عملية الانتقال السياسي والتخلي عن السلطة بدلا من إطلاق "تهديدات". وعلى رغم قرار الاتحاد الإفريقي عدم تنفيذ مذكرة توقيف دولية ضد القذافي، اعتبرت كلينتون من جهة أخرى أن دعم إفريقيا للعملية في ليبيا "قوي ويتزايد باستمرار". وكانت كلينتون تتحدث عقب محادثاتها مع نظيرتها الأسبانية ترينيداد خيمينث في العاصمة الأسبانية مدريد، فيما هدد القذافي الجمعة بـ"نقل المعركة إلى أوروبا" إذا لم ينه الحلف الأطلسي حملته في ليبيا.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية "بدلاً من إطلاق التهديدات يتعين أن يعطي القذافي الأولوية لمصلحة شعبه وما فيه خيره وأن يترك السلطة ويساعد في تسهيل التحول الديمقراطي". من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأسبانية إن "رد أوروبا هو الاستمرار في العمل بالتصميم نفسه" ومواصلة "الضغط السياسي والعسكري نفسه"، ووعدت بمتابعة الحملة حتى التوصل إلى حل للأزمة. يُشار إلى أن أسبانيا وضعت في تصرف الحلف الأطلسي أربع طائرات أف-18 لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا وطائرتين للتزود بالوقود وطائرة دورية بحرية ومدمرة وغواصة.
التعاون في تنفيذ مذكرة توقيف القذافي
من جهة أخرى قررت قمة الاتحاد الإفريقي، التي اجتمعت في غينيا الاستوائية، ألا تتعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد القذافي، مشيرة إلى أنها تؤدي إلى تعقيد الوضع. وتلقت كلينتون هذا القرار الذي يمكن أن يسهل عملية نفي العقيد القذافي إلى دولة إفريقية، مشيرة إلى أن "الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية كان أساس قرار" الأمم المتحدة 1973، الذي يجيز استخدام القوة في ليبيا، وإلى أن الدول الإفريقية الثلاث، التي كانت في آذار/ مارس أعضاء في مجلس الأمن وهي نيجيريا والغابون وجنوب إفريقيا، قد وافقت عليه. من جانبهم رحب معارضون ليبيون اليوم السبت بالاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الإفريقي للسلام في ليبيا وقالوا إنهم يفسرونه على أنه يعني ضرورة ألا يلعب الزعيم الليبي معمر القذافي أي دور بعد الآن في قيادة البلاد.
مخاوف أمريكية من تدفق المتشددين
من ناحيته صرح دانيال بنجامين، منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، أن هناك تدفقاً للمتشددين إلى ساحة القتال في ليبيا. وقال المسؤول الأمريكي: "لا يمكنني أن أدّعي أيضاً أننا لسنا قلقين من انتشار الأسلحة في ليبيا، وأن القتال هناك صار مصدر جذب لمتشددين من خارج المنطقة المحيطة مباشرة (بليبيا). ليس هناك شك في أنه ستكون هناك (مطبات) في الطريق، لكننا لا نرى أن القاعدة أو الموالين لأيديولوجيتها، سيأتون إلى السلطة بسبب ذلك".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة"الحياة" اللندنية الصادرة اليوم السبت إن المجلس الوطني الانتقالي المعارض الليبي تعهد بعدم التساهل مع الإرهابيين. وأشار بنجامين إلى أن "إننا نراقب ببعض القلق كيف أن القاعدة كانت ناشطة جداً خلال الشهور الماضية، ويبدو أنها تتشجع جرّاء البلبلة السياسية في اليمن، لكننا نعتقد أن على المدى الطويل سيكون اليمن شريكاً جيداً في مكافحة الإرهاب، وهذه سياسة لا ترتبط بشخص واحد بل بالتعاون مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني".
الناتو يكثف غاراته
ميدانياً قال حلف شمال الأطلسي "ناتو" السبت إن طائراته كثفت غاراتها على أنحاء غرب ليبيا خلال الأيام الماضية حيث دمرت 50 هدفاً عسكرياً لمواجهة تعزيز القذافي لقواته قرب المدن الرئيسية بالمنطقة. وتركزت العمليات التي باشرها الحلف على مدار الساعة منذ الاثنين، على المنطقة الممتدة من جبل نفوسة قرب الحدود التونسية إلى مدينة مصراتة غرب العاصمة الليبية. وقال الليفتنانت جنرال شارل بوشار، قائد عمليات الأطلسي في ليبيا: "نستهدف كافة العتاد العسكري الذي يستخدم لضرب المدنيين بشكل عشوائي في مختلف أنحاء ليبيا". وتابع بوشار في بيان له: "يواصل الحلف الأطلسي تصعيد ضغوطه على نظام القذافي كما يواصل حمايته للمدنيين أينما تعرضوا للهجوم". وقال بيان الحلف إن ضرباته الأخيرة جاءت "بعد تعزيز القوات الموالية للقذافي تواجدها في مناطق حضرية رئيسية وعلى خطوط اتصال رئيسية".
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب، رويترز)
مراجعة: طارق انكاي