غاز لئيم قاتل بلا رائحة يخترق حتى الجدران الخرسانية
٢٩ يناير ٢٠١٥
التدفئة بإشعال الفحم أو الحطب في الأماكن المغلقة من دون تهوية قد تكون نتيجتها مهلكة، لأن غاز أول أكسيد الكربون السام ينتج عن الاحتراق. وقد يتسبب عطل في أجهزة التدفئة أو عطب في تجهيزات تسخين المياه التي تعمل بالغاز أو الكيروسين في الشقق والمنازل والأبنية في انطلاق هذا الغاز القاتل. ولذلك ينبغي التحقق من أن أعطال هذه الأجهزة لا تؤدي إلى تسرب الغاز، ولا بد من التأكد من الصيانة الدائمة لها. فوجود تركيز عالٍ من هذا الغاز الخطير في الهواء يؤدي إلى الموت وخاصة في الأماكن المغلقة. وهنا يبرز دور أجهزة الإنذار بوجود غاز أول أكسيد الكربون. أما المدافئ والمكيفات الكهربائية فهي تعتبر أكثر أمانا من حيث عدم انبعاث غاز أول أكسيد الكربون منها.
وتكمن صفة اللؤم والغدر في غاز أول أكسيد الكربون بكونه عديم اللون والطعم والرائحة، بل وبإمكانية اختراقه لجدران المباني الخرسانية، مهددا حياة سكان المنطقة المحيطة بالخطر، كما يقول الخبراء. وحين يتنفس الناس أول أكسيد الكربون بتركيز مرتفع يرتبط هذا الغاز بخلايا الدم الحمراء بقوة أشد أضعافا مضاعفة من قوة ارتباط أكسجين الهواء بكريات الدم الحمراء. والنتيجة هي نقص الأكسجين في الدم. وحتى استنشاق كميات صغيرة من أول أكسيد الكربون يؤدي إلى تلف لا رجعة فيه للقلب والدماغ . أما تنفس كميات أكبر منه فينجم عنه موت حتمي.
يتم قياس محتوى أول أكسيد الكربون بوحدة الـ "جزء من المليون"، والحد الأقصى المسموح به للتعرض لهذا الغاز هو 35 "جزء من المليون" في كل 8 ساعات، بحسب موقع إيكو أونلاين الإلكتروني. وخلال 45 دقيقة من استنشاقه يؤدي هذا الغاز إلى دوخة وغثيان وتشنجات، ثم يسفر عن فقدان الوعي خلال ساعتين، وتنجم عنه الوفاة في غضون ساعتين إلى ثلاث ساعات، وفقا لمصادر علمية. ومن شأن أجهزة الإنذار المبكر التنبيه سريعا بوجود غاز أول أكسيد الكربون قبل أن يرتفع تركيزه إلى درجة قاتلة، معطيةً الفرصة للسكان للخروج من منطقة الخطر، ولا تزيد أسعار مثل هذه الأجهزة عن 50 يورو في ألمانيا. 50 يورو قد تنقذ حياة إنسان.
ع.م/ ط.أ