كيف تصبح "ألمانياً"
جواز سفر يسمح بالتجول بحرية أكبر دون حاجة لتأشيرات دخول للدول المختلفة، والحق في الانتخاب وفي المشاركة السياسية، واختيار مجال عمل في ألمانيا أو في دول الاتحاد الأوروبي دون أي شروط أو قيد. هذه هي بعض الميزات التي توفرها الجنسية الألمانية لحاملها. ولكن الباب ليس مفتوحاً للجميع، فهناك الكثير من الشروط التي يجب تحقيقها حتى يتمكن الشخص المقيم في ألمانيا من الحصول على الجنسية، وهناك العديد من الخطوات التي يجب القيام بها من الناحية العملية. هذه الشروط تختلف باختلاف وضع المقيم بألمانيا.
ألماني "المولد"
إذا ولد طفل في ألمانيا، وكان لدى أحد والديه على الأقل الجنسية الألمانية، فهو يصبح ألمانيا ًدون الحاجة للقيام بأية إجراءات خاصة. ويمكن لهذا الطفل أن يحصل على جنسيات متعددة إذا كان من والدين ذوي جنسيات مختلفة، ويمكن في حالات محددة الاحتفاظ بهذه الجنسيات مدى الحياة. أما في حالة ولادة طفل لأب ألماني دون عقد زواج رسمي، فيجب على الأب أن يتقدم بتعهد موثق يعترف فيه رسميا بالطفل: عندها يحصل الطفل أيضاً على الجنسية ويحظى بنفس الميزات.
أما بالنسبة للأجانب المقيمين في ألمانيا بشكل رسمي ودائم، فالفرصة تكون متاحة لأبنائهم للحصول على الجنسية الألمانية إذا ولدوا في ألمانيا، غير أن هذا القانون يطبق فقط على الأطفال المولودين بعد عام 2000. في هذه الحالة، يمكن للطفل الاحتفاظ بجنسية والديه إلى جانب الجنسية الألمانية حتى يتم عامه الثامن عشر. عندها عليه أن يختار إما الجنسية الألمانية أو إحدى الجنسيات الأخرى. وتمنح الدولة للشخص فترة خمس سنوات، أي حتى يصبح عمره ثلاثة وعشرين عاما للاختيار ما بين جنسية والديه أو الجنسية الألمانية. وإن لم يحدد موقفه بوضوح لدى الموظف المسئول، تسقط الجنسية الألمانية لدى إتمامه هذا السن. ويستثنى من ذلك أصحاب الجنسيات التي لا تسقط، أو التي يحتاج إسقاطها إلى إجراءات معقدة وطويلة المدى أو باهظة الثمن جداً. ومن الجنسيات التي لا تسقط الجنسية السورية، كما يمكن لحامل جواز السفر الفلسطيني الاحتفاظ به على اعتبار أنه وثيقة سفر لا غير. عندها يمكن للشخص الاحتفاظ بالجنسيتين، لكن بشرط أن يبدأ في التقديم بهذا الطلب عندما يكمل عامه الحادي والعشرين، حتى يتسنى للموظفين دراسته والموافقة عليه أو رفضه.
لو لم أولد "ألمانيا" لتمنيت أن أكون ألمانياً
أما بالنسبة لمن لم يولد "ألمانيا" ويود الحصول على الجنسية، فيجب عليه أن يحقق بعض الشروط أولاً، قبل أن يصبح بامكانه تقديم أوراقه للحصول على الجنسية. وتتفاوت هذه الشروط بتفاوت السبب الذي تم على أساسه التقدم للحصول على الجنسية. فإذا كان السبب هو الزواج من ألماني/ ألمانية، فيمكن للمتقدم الحصول على الجنسية بعد مدة أقصاها ثلاث سنوات. أما إذا كان تقديم الطلب قائم على أساس تصريح بالإقامة الدائمة للعمل أو لجوء سياسي معترف به، فعلى الشخص أن يمضي فترة ثماني سنوات بشكل قانوني قبل التقديم على الجنسية. وفي جميع الحالات يجب أن يكون سجل المتقدم نظيفا خاليا من الجنايات والمخالفات الكبرى. ويمكن اختصار سنة من تلك السنوات الثمانية إذا ما شارك الشخص في دروس الإندماج التي تعدها دوائر الهجرة للأجانب المقيمين بألمانيا. لكن هذا الشرط لا ينطبق على الطلبة، الذين جاءوا فقط بهدف الدراسة لفترة محددة، حتى وإن تعدت هذه الفترة السنوات الثمانية. وتعتبر معرفة اللغة الألمانية أمراً أساسياً أيضاً لقبول طلب المتقدم للحصول على الجنسية، لضمان قدرته على التعايش في المجتمع، والمطلوب هو مستوى مقبول من اللغة يسهل التعاملات اليومية.
احترام مبادئ الدستور الألماني
أما الديمقراطية كإحدى أهم القيم التي يقوم عليها الدستور الألماني فيجب قبولها واحترامها كشرط رئيسي للحصول على الجنسية. ويجب على المتقدم أن يتعهد خطيا باحترام مبادئ الدستور الألماني المتعلقة بحقوق الإنسان والسيادة القومية وحق المعارضة السياسية السلمية. فكل من يثبت قيامه بأي أعمال تتنافى مع مبادئ الديمقراطية يفقد الفرصة في أن يصبح واحداً من أبناء الشعب الألماني. كما أن طريق التجنس سيكون صعباً أمام الذين يحصلون على معونات اجتماعية أو معونة بطالة. وبالنسبة لمن ارتكبوا جرائم، وقضوا أحكاماً بسببها، فلا فرصة أمامهم سوى بعد سقوط الحكم بعد عدة سنوات. ويبقى الشرط الأخير هو التنازل عن الجنسية الحالية. ومن الممكن لأفراد الأسرة التقديم معاً، وعندها يمكن استثناء أحد الزوجين من شرط قضاء فترة الثماني أعوام، إذا ما أتمها الطرف الآخر.