لاجئون عراقيون: "إسلاميون شردونا وألمانيا احتضنتنا"
١٠ نوفمبر ٢٠١٤تأوي عائلات ألمانية لاجئين عراقيين فروا من إرهاب تنظيم داعش. وتوفر تلك العائلات السكن لهم، كما تساعدهم على تعلم اللغة الألمانيةأو على البحث عن عمل. DW/عربية تعرفت على عائلات بمدينة هانوفر قدمت يد العون لهؤلاء اللاجئين.
منذ بداية زحف مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على عدد من المدن العراقية اضطر سكان تلك المناطق إلى الهرب بأرواحهم إلى مناطق آمنة، خصوصاً المسيحيون والآزيديون الذين خيرهم المتطرفون الإسلاميون بين ضرورة "اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الموت".
هرب من إرهاب مقاتلي داعش
س. زيباري وأسرتها من بين العائلات العراقية المسيحية التي اضطرت للهرب من ويل الحرب ومغادرة البلاد. في هذا الصدد تقول س. زيباري: "منذ دخول المقاتلين الإسلاميين إلى الأراضي العراقية بدأت تصلنا أنباء الدمار والعنف والقتل وما يقومون به ضد كل من يخالفهم في الرأي أو يرفض الانصياع لأوامرهم، خصوصاً تجاه المنتمين لديانات أخرى". وقد دفع هذا الوضع س. زيباري إلى الهرب مع أسرتها باتجاه الأراضي التركية قبل الرحيل إلى ألمانيا.
بعد الوصول إلى ألمانيا يقضي اللاجئون العراقيون بعض الوقت في مراكز اللجوء المتواجدة في مناطق مختلفة من البلاد، حيث يتم الاستماع إلى ما عايشوه بعد تغير الأوضاع لمعرفة المخاطر التي ارغمتهم على النزوح وعلى ما قد يواجههم في حال عودتهم إلى أوطانهم. ويعمل المسؤولون الألمان على دمج أولئك اللاجئين داخل المجتمع الألماني فيساعدونهم على إيجاد سكن مناسب داخل المدن، بدل المكوث في مراكز اللجوء الموجود عادة في محيط المدينة.
عائلات ألمانية تفتح بيوتها للاجئين
في مدينة هانوفر (ولاية ساكسونيا السفلى) يشرف القس الألماني ميشائيل يوسف وهو من أصول مصرية على الكنيسة العربية بالمدينة. ويعمل القس مع فريق عمل على استقبال اللاجئين الجدد في المدينة وتقديم يد المساعدة لهم. في حديث مع DWعربية يقول القس يوسف: " معرفتنا باللغة العربية يشجع كل لاجئ عربي محتاج للمساعدة على المجيء إلينا. وبدورنا نقف إلى جانبهم بغض النظر عن دينهم، من أجل العثورعلى سكن مناسب وتسجيل الأبناء في المدارس، كما نرافقهم إلى الإدارات وإلى الطبيب قصد القيام بالترجمة لهم".
فضل وساطة القس ميشائيل يوسف وجدت س. زيباري بيتا غير بعيد عن مركز المدينة في هانوفر يستع لها ولأسرتها الصغيرة. صاحب البيت ك. كلاوس وزوجته يملكان ثلاثة شقق، وقرر الزوجان وضعها في خدمة اللاجئين العراقيين الهاربين من ويلات الحرب الدائرة في بلدهم. "عائلاتنا عاشت تجربة الحرب وما بعد الحرب هنا في ألمانيا ونحن ندرك جيداً صعوبة الوضع، لهذا قررنا مساعدة ضحايا الحرب في العراق" كما يقول ك. كلاوس.
مع مرور الوقت أصبح ل كلاوس وزوجته شعورا وكأنه جزء من عائلة الاجئين العراقيين الذين يسكنون شققه. وتضيف زيباري قائلة: "يزوروننا باستمرار ويسألون هل نحتاج لشيئ ما، كما يساعدوننا في قراءة الرسائل الإدارية التي تصلنا ويجيبون عنها، ويهتمون جيداً بأولادنا لكي يتعلموا اللغة الألمانية بسرعة ويندمجوا في المدرسة الألمانية"، كما يؤكد س. زيباري.
"اللغة الألمانية والعمل مفتاحي الإندماج"
إضافة إلى دروس تعلم اللغة الألمانية المخصصة للاجئين العراقيين لتسهيل مسار حياتهم وسط المجتمع الألماني، يحاول القس ميشائيل يوسف جاهداً أن يحصل اللاجؤون على عمل في المدينة، كما هو حال ر. غالب الذي ينتمي للديانة المسيحية والذي كان يعمل طباخاً محترفاً في بلده قبل أن تدفعه الحرب إلى مغادرة البلاد. ومن خلال وساطة القس وعلاقته بأحد معارفه وجد ر.غالب عملاً قاراً كطباخ، ونال منذ اليوم الأول إعجاب زملائه ومشغله. عن هذه التجربة الجديدة يقول ر. غالب: "في العمل أكون سعيداً لأنني أظهر للآخرين قدراتي في الطبخ وأتعلم منهم أشياء جديدة باللغة الألمانية، وبفضل العمل بدأت أنسجم مع الوضع الجديد".
ورغم أن اللاجئين العراقيين في ألمانيا يشعرون بالأمان، إلا أنهم يعبرون باستمرار عن انشغالهم بمصير أهاليهم في العراق. وعبرت س. زيباري عن أملها في أن "تفتح الحكومة الألمانية المجال للعراقيين القاطنين في ألمانيا لاستقدام أهاليهم كما حصل مع السوريين".
منذ 2003 يتعرض المسيحيون العراقيون إلى أعمال عنف كما وقع أثناء هجوم على كنيسة للسريان الكاثوليك في قلب بغداد في 31 تشرين الأول/ أكتوبر2010 أدى إلى مقتل 44 مصليا مسيحيا وكاهنين. وحسب تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الإنسان" العراقية، فقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من حوالي مليون و400 ألف في 2003 الى قرابة نصف مليون حالياً.