لافروف يحذر من تسليح المعارضة السورية ومظاهرات ضد "النصرة"
١٣ مارس ٢٠١٣قال وزير الخارجية الروسي الأربعاء (13 آذار/ مارس 2013) إن أي خطوة لتسليح المعارضين السوريين ستعد انتهاكا للقوانين الدولية. وجدد لافروف التأكيد عقب محادثات في لندن مع نظيره البريطاني وليام هيغ، على أن السوريين هم وحدهم من يقرر مستقبل الرئيس بشار الأسد. وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن بريطانيا تفكر في تجاهل الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على إرسال أسلحة إلى سوريا، وإمداد المسلحين السوريين بالأسلحة إذا لزم الأمر.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع هيغ ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ونظيره الروسي سيرغي شويغو إن "تسليح المعارضة هو انتهاك للقانون الدولي"، مضيفا أن "القانون الدولي لا يسمح ولا يصرح بإمداد الجهات غير الحكومية بالأسلحة". وأضاف لافروف "أعتقد أن مصير بشار الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم".
ومع تدهور النزاع في سوريا، زادت الدول الغربية مساعداتها غير العسكرية للمعارضين السوريين رغم استمرار روسيا في إمداد حليفها الأسد بالأسلحة. وتقدم بريطانيا حاليا الدعم "غير القاتل" للمسلحين، إلا أن هيغ وهاموند رفضا استبعاد احتمال تسليحهم. وقال هيغ في المؤتمر الصحافي "لم نستبعد أبدا أي شيء في المستقبل- لا نعلم مدى الخطورة التي سيصبح عليها الوضع". وبدوره قال هاموند إن بريطانيا "ستقوم بمراجعة الوضع باستمرار". وأضاف "الذي يمكن أن تتأكدوا منه هو أن أي خطوة سنتخذها ستكون قانونية، وستكون على أساس واضح وقوي في القانون الدولي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أجرى تعديلا الشهر الماضي على حظر الأسلحة لسوريا بحيث يسمح للدول الأعضاء بتقديم معدات "غير قاتلة" للمسلحين المعارضين وتدريبهم، إلا أنه لم يرفع الحظر كليا.
تحذيرات بخصوص اللاجئين
في غضون ذلك، تزايدت النداءات الملحة خصوصا من قبل الأمم المتحدة لزيادة المساعدات الإنسانية لأكثر من مليون لاجئ سوري. ففي مؤتمر صحافي عقده في الأردن، دعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس "البرلمانات والحكومات في العالم إلى إقرار مساعدات استثنائية لدعم الضحايا السوريين والدول التي استقبلتهم". وحذر من أنه "إذا لم يحصل ذلك، فإن ميزانية الأمم المتحدة للمساعدات لن تمكننا من أداء واجبنا"، مشيرا إلى أن "الأزمة ولسوء الحظ تستمر بلا نهاية". كما قال جول تشارني نائب رئيس وكالة "انتراكشن" التي تعمل في مجال المساعدات الإنسانية إن أربعة ملايين سوري، من أصل إجمالي عدد السكان البالغ 20 مليون يحتاجون الآن إلى المساعدات "والاحتياجات أصبحت كبيرة جدا، كما توجد العديد من التحديات".
تظاهرات "ضد النصرة"
وفي رد فعل على تنامي دور التيارات الإسلامية المتطرفة داخل المجموعات السورية المعارضة المقاتلة، خرجت تظاهرات لليوم الثالث على التوالي في مدينة الميادين في محافظة دير الزور للمطالبة بخروج مقاتلي جبهة النصرة الإسلامية من المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء. وقال المرصد (معارضة) "لليوم الثالث على التوالي تخرج تظاهرات في مدينة الميادين تطالب بخروج جبهة النصرة من المدينة وذلك بعد العرض العسكري الذي نظمته الجبهة في التاسع من الشهر الجاري لشرطة الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية".
ميدانيا شن الطيران الحربي السوري الأربعاء سلسلة غارات جوية على حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي يشهد اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، بينما تدور معارك في إحدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية، بحسب ما أفاد المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له. ومساء الأربعاء، قتل طفلان وأصيب 30 شخصا آخرون جراء سقوط قذائف على منطقة الفحامة القريبة من حي كفرسوسة الواقع في جنوب غرب العاصمة، بحسب المرصد.
وفي محافظة حمص، قتل أربعة مقاتلين خلال اشتباكات في قرية جوسية الحدودية مع لبنان، بحسب المرصد الذي تحدث عن "مقتل وجرح وأسر جنود من القوات النظامية" على حاجز هاجمه المقاتلون.
يشار إلى أنه لم يتم التحقق من صحة هذه المعطيات والمعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
ف.ي/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب ا)