"لا للجنس قبل الزواج"
١٥ مارس ٢٠٠٧يرى كل جيل من الأجيال على مر العصور ان الجيل اللاحق له جلب انحطاطا أخلاقياً وأخذ يمارس ما كان بالأمس ممنوعاً. ولا ترتبط هذه النظرة بمكان محدد أو ببلد من البلدان، فالأمر متشابه لدى العديد من الشعوب والبلدان ومن ضمنها ألمانيا أيضاً. غير أن دراسة أجراها المركز الاتحادي للتوعية الصحية أظهرت أن الشباب الألماني أخذ يتروى بشكل عام قبل القيام بأول تجربة جنسية له. و لا تكمن أسباب هذا التروي في صعوبة التعرف على الشريك، بل في عدم وجود الرغبة لدى البعض، إضافة إلى شعور البعض الآخر بالخوف من الجنس عموماً.
الجنس كالمخدرات
في هذا السياق تقول الدراسة أيضاً ان هنالك مجموعة من الشباب الألماني وصلت إلى حد الامتناع عن ممارسة الجنس، لأنها ترى فيه عادة يمكن الإدمان عليها مثل المخدرات والكحول. وقامت هذه المجموعة بإنشاء رابطة لهم، أطلقوا عليها Straight Edge "الحد المستقيم". ويسعى هؤلاء الشباب لإتباع سلوك محافظ، يعبر عنه شعارهم الذي يقول: "لا للكحول، لا للتدخين، لا للسلوك المنحرف". ويعتقد أعضاء هذه المجموعة ان الجنس لا يجوز إلا في العلاقات الجدية وطويلة الأمد. دانيل البالغ من العمر 22 عاماً عضو في الجماعة المذكورة، ويرى أن الجنس يؤثر سلباً على تفكير الإنسان، لذلك فهو يرفضه من باب الحرص على النفس واحترام الآخرين. ويقول دانيل: "لا أريد أن أبقى رهينة هذه الغريزة."
الانتظار حتى الزواج
لا ترتكز مبادئ ونظرة جماعة "الحد المستقيم" على أية معتقدات دينية، على خلاف الحركة المسيحية التي نشأت في الولايات المتحدة أوائل التسعينيات تحت شعار True love waits "الحب الحقيقي ينتظر". وشهدت هذه الجمعية انتشاراً واسعاً خلال السنوات الأخيرة في كثير من البلدان ومن بينها ألمانيا. ومن أهم شعارات الحركة هو الامتناع عن ممارسة الجنس حتى الزواج. يوناتان ذو السابعة عشرة من العمر مقتنع تماماً بصحة ذلك، فهو يرى أن الكثيرين يعطون الجنس أهمية مبالغ فيها. فكل شيء "يدور حول هذا الموضوع. في الأفلام، في الأحاديث، في المجلات." هذا الأمر يؤدي باعتقاده إلى فقدان الجنس لسحره وخاصيته. الانتظار حتى الزواج يرى فيه يوناتان هبة من الله وليس عذاباً، كما يعتقد البعض.
برود جنسي
هناك أيضا بعض الشباب الذين لا يجد للجنس مكاناً في حياتهم أبداً، لأنهم ببساطة لا يشعرون بأية رغبة جنسية. وهم على قناعة بأن العزوف التام عن الجنس في حالتهم لا علاقة له بالمبادئ بل بالميول البيولوجية. وهو أمر طبيعي كما تقول الدارسات الطبية، لذلك يكافح هؤلاء من أجل تقبل المجتمع لهم. إليسا في 22 من العمر تحدثت لموقع مجلة شبيغل الألمانية على الإنترنت عن مشكلتها قائلة: "لا يعطيني الجنس أي شيء، فالعلاقة بالنسبة لي تعني التجاذب الفكري والعاطفي"، غير أنها لا تجد مانعاً من العناق والقبل، لكن ليس أكثر من ذلك. وكان الجميع يعتبر أليسا مريضة ولم تكن تجد أحداً يتفهم ما يدور في داخلها، حتى وجدت ذات يوم موقعاً على الانترنت يقصده أشخاص يشاطرونها نفس الشعور. وهي الآن سعيدة جداً فهناك من تستطيع التحدث له.