لبنان: الغارات تتواصل ومنظمات عالمية تطالب بوقف إطلاق النار
٣ أكتوبر ٢٠٢٤دعت عدة منظمات عالمية بينها منظمتا "العفو الدولية" و"أطباء العالم" الخميس (الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إلى "وقف إطلاق النار" وزيادة المساعدات الإنسانية للبنان، حيث الوضع "مروع" بالنسبة لمئات آلاف النازحين بسبب النزاع بين إسرائيل وحزب الله.
وقالت جينيفر مورهيد، من منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية خلال مؤتمر عبر الفيديو شاركت فيه منظمات "العفو الدولية" و"أوكسفام" و"أطباء العالم" و"ريفوجيز انترناشونال" (منظمة اللاجئين الدولية) و"أكشن أغينست هانغر" (العمل ضد الجوع) إن "مع وجود أكثر من 1.2 مليون شخص على الطرقات، أي نزوح 20 بالمئة من السكان، اتخذت الأزمة أبعاداً مثيرة للقلق". وأضافت "كان اليومان الأخيران مروعين تماما".
وهذا الأسبوع، أعلنت إسرائيل بدء عملية برية "محدودة" في جنوب لبنان، تزامنا مع تكثيف غاراتها الجوية في مختلف أنحاء البلاد ولا سيما في العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية.
ووصفت المنظمات غير الحكومية العاملة في لبنان الوضع بأنه "فظيع" إذ تنام عائلات بأكملها في الشوارع، في حين تشهد المستشفيات اكتظاظا خصوصا في المناطق التي يستهدفها القصف.
وأكد أحمد شريف من منظمة "أطباء العالم" الناشط في بيروت "افتتاح 867 مركزا لإيواء النازحين في المدارس والجامعات الرسمية، بينها 643 مركزا وصل إلى طاقته الاستيعابية القصوى".
من جانب آخر أكد زعماء مجموعة السبع مساء الخميس مجددا قلقهم العميق تجاه الأزمة في الشرق الأوسط ودعوا الأطراف الإقليمية إلى "التصرف بمسؤولية" وضبط النفس، وأكدوا أيضا على دعمهم لأمن إسرائيل.
ودعت مجموعة السبع في بيان لها عن "قلقها البالغ" إزاء الوضع في لبنان و"نكرر الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية".
وقف الأعمال العدائية
ودعت المنظمات إلى وقف الأعمال العدائية لمنع تفاقم الوضع وإلى احترام القانون الإنساني الدولي. وقال جيريمي كونينديك رئيس منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال" إن "الأولوية الأكثر إلحاحا حاليا هي وقف فوري لإطلاق النار"، متهما إسرائيل بتنفيذ هجوم "عشوائي" في لبنان "لا يطال حزب الله فقط"، بل اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين المتواجدين بأعداد كبيرة في لبنان.
كما دعا "المانحين الدوليين" إلى "تكثيف الاستجابة الإنسانية"، معتبرا أنه من الضروري فتح "ممر" بحري لإيصال المساعدات، كما حدث خلال حرب 2006.
بدورها قالت آية مجذوب من منظمة العفو الدولية: "نشعر بقلق بالغ إزاء إمكانية الوصول إلى الإمدادات الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود" في جنوب لبنان، حيث لم يتمكن بعض الأشخاص من المغادرة أو لم يرغبوا في ذلك، على الرغم من دعوات إسرائيل للإخلاء.
غارات وقصف
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس مقتل أحد ضباطه في جنوب لبنان الأربعاء، ما يرفع إلى تسعة حصيلة العسكريين الذين قضوا منذ بدء العمليات البرية ضد حزب الله الإثنين. وأفاد الجيش في بيان بأن ضابطا برتبة نقيب في الحادية والعشرين من العمر قتل "أمس خلال المعارك في جنوب لبنان".
وكان الجيش أعلن الأربعاء مقتل ثمانية عسكريين بعد دخولهم الأراضي اللبنانية لاستهداف مواقع للحزب.
بالمقابل أعلن حزب الله اللبناني في بيان أن عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي في المواجهات التي خاضها عناصر حزب الله اليوم الخميس، بلغ 17 ضابطا وجنديا. وأعلن حزب الله في بيانات سابقة أن عناصره استهدفوا بالصواريخ اليوم الخميس، تجمعات للقوات الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في أول تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بدء عملية برية مركزة في جنوب لبنان ضد حزب الله.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى، كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
من جانب آخر شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة أخرى مساء الخميس، على منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مساء اليوم عددا من المناطق في جنوب لبنان وشرقه.
وارتفعت الحصيلة غير النهائية لضحايا الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ليل أمس منطقة الباشورة في العاصمة بيروت إلى تسعة قتلى و14 جريح. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أفادت في وقت سابق بأن 46 شخصا قتلوا وجرح 85 شخصا جراء غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية.
ع.غ/ أ.ح/ س.ك (أ ف ب، د ب أ، رويترز)