لغز كثرة الإصابات في الأندية الكبرى
٢٥ ديسمبر ٢٠١٤عندما ينطلق آريين روبن بالكرة، كثيرا ما يكتفي لاعبو الفريق الخصم بالمشاهدة فقط، نظرا للسرعة الكبيرة لنجم بايرن ميونيخ. ولكن اللاعب الهولندي كان يتعرض باستمرار للإصابة. حتى أن البعض صار يلقبه بأنه "رجل من زجاج". أما في هذا الموسم فيبدو روبن في قمة مستواه، فما السر في إصاباته آنذاك وتمكنه من التخلص منها اليوم؟
مواطن روبن، رايموند فيرهايين، لديه الإجابة. مدرب اللياقة البدنية الهولندي الذي يقدم استشاراته لعدة أندية ومنتخبات يعلل إصابات روبن حينها بأن "المدربين لم يستوعبوا بأن روبن، كلاعب سريع ودائم الحركة، لديه تركيب عضلي مميز"، ولذلك يحتاج هذا اللاعب إلى نمط تدريب خاص يناسب بنيته العضلية. هكذا يوضح فيرهايين، في حوار مع موقع "11 فروينده" الإلكتروني الألماني. روبن يستهلك قدرا أكثر من الطاقة من عضلاته. وإذا لم يتح لها قسط كاف من الراحة، تزداد مخاطر تعرضه للإصابة.
ويضرب خبير اللياقة البدنية الهولندي رايموند فيرهايين مثالا: "عند القيام بحركة دورانية تتقلص العضلات المتصلة بالركبة، وتُثبت المفصل وتحميه (وهذه هي الحالة المثالية). ولكن إذا تعبت العضلات، يعمل النظام العصبي ببطء، فيتأخر وصول إشارة التعب من الدماغ إلى الركبة، وفي هذه الحالة يقوم اللاعب بحركاته المعتادة، ولكن العضلات تكون عاجزة عن حماية الركبة، فتحدث الإصابة".
80 بالمائة من الإصابات يمكن تجنبها
روبن ليس الوحيد الذي عانى من هذه المشكلة. نجوم آخرون في المنتخب الهولندي تعرضوا لإرهاقات عضلية قبل المونديال. ويعتقد فيرهايين أن "80 % من الإصابات يمكن تجنبها عبر توجيه مسار التدريب بشكل أنسب". ولكن كبار المدربين، كلويس فان غال وارسين فينغر ويورغن كلوب، لم يتمكنوا من استيعاب ذلك.
وعند الحديث عن يورغن كلوب، تتبادر إلى الذهن فورا الإصابات "الشيطانية" التي يعاني منها نادي بوروسيا دورتموند. رويس، هوملز، شميلتسر، بيندر، نوري شاهين، سوبيتيتش وغيرهم. موسم كارثي يمر به دورتموند! وكان يمكن تخفيف هذا الكم من الإصابات، برأي مدرب اللياقة رايموند فيرهايين.
تشيلسي وبايرن في وضع ممتاز حاليا
معظم الأندية ترى أن قلة التدريب هي السبب في حدوث الإصابات. ولكن خبراء اللياقة البدنية يؤكدون أن العكس هو الصحيح: كثرة التدريب هي المشكلة. 90 دقيقة من التدريب الموجه يوميا كافية للاعبين، برأي فيرهايين في مقاله الذي نشره في موقع "11 فروينده".
مدربان اثنان يتميزان حاليا بطريق تدريب مريحة للاعبين وتجعلهم نشطاء بشكل دائم. مدرب تشيلسي مورينيو يفهم جيدا هذه الناحية، وكذلك غوارديولا مدرب ميونيخ. وهذا ما جعل النادي الألماني يتميز مؤخرا بقلة الإصابات للاعبيه، حاله كحال تشيلسي الإنكليزي.
ولكن الأمر يحتاج إلى عدة سنوات، قبل أن نرى مزيدا من الأندية التي تستعين بمدربي لياقة بدنية على مستوى عال، يمكنهم تجهيز اللاعبين باستمرار لخوض المباريات دون حمل زائد ودون حدوث الكثير من الإصابات. وهذا سيصب في النهاية لصالح جماهير الكرة، الذين سيستمتعون بمشاهدة نجومهم المفضلين وهم يبدعون في الملعب بعيدا عن الإصابات.