لماذا يثير رئيس الوزراء الكندي ترودو اعجاب العرب؟
١٨ يوليو ٢٠١٧رئيس وزراء شاب، يجلس القرفصاء أمام الكاميرات، كثيرا ما يتخلى عن ربطة العنق، صفات جذبت أنظار سكان العالم العربي لرئيس الوزراء الكندي جستين ترودو، لاسيما وأنها صورة بعيدة عن صورة معظم حكام العالم العربي. ومع بداية تدفق اللاجئين على أوروبا وكندا، بدأت صورة ترودو تلمع أكثر في العالم العربي بعد استقباله اللاجئين بالورود في المطار وخطاباته التي يهنئ فيها المسلمين بمناسباتهم الدينية ومشاركته في حملة لجمع المواد الغذائية للمحتاجين خلال شهر رمضان.
أهلا بكم في كندا!
كان ترودو في المطار في استقبال أول دفعة من اللاجئين السوريين، وحظيت صوره أثناء الترحيب باللاجئين ومداعبة الأطفال، بإعجاب كبير تجاوز حدود كندا وزاد من شعبية الرجل بشكل كبير كنموذج لسياسي متعاطف مع العالم العربي. وفي أعقاب القرار الأمريكي بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية لأراضي الولايات، سارع السياسي الكندي بالتأكيد أن بلاده مستعدة لاستقبال الفارين من الاضطهاد والرعب والحرب، بمعزل عن معتقداتهم، الأمر الذي زاد من شعبيته وبدا وكأنه معارضة لسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه تلك البقعة من العالم. وأخيرا حققت صورة ترودو وهو يحتضن رضيعا سوريا، أسماه أبواه اللاجئان على اسم السياسي الكندي، انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.
يقدم السياسي المولود عام 1971 والأب لثلاثة أبناء، صورة الزوج المثالي ورجل العائلة المستقر. ويجيد ترودو، الذي سبق وشارك في التمثيل بمسلسل عن الحرب العالمية الأولى، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، إذ كانت له الريادة بين الساسة في استخدام تقنية البث المباشر لموقع "سنابشات" في الرد على أسئلة طلبة جامعيين.
نشأ ترودو في بيئة سياسية، فهو الأبن الأكبر لرئيس الوزراء الكندي الراحل، بيير ترودو. درس جستين ترودو الآداب وعمل بالتدريس. وبدأ بالعديد من الأنشطة في الحياة العامة قبل أن ينخرط بشكل مكثف في عالم السياسة بعد وفاة والده.