ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
٦ يونيو ٢٠٢٤بعد وقت قصير من تلقيها نبأ وفاة زوجها المعارض الروسي أليكسي نافالني، قالت يوليا نافالنايا: "بقتله أليكسي، قتل بوتين نصفي ونصف قلبي ونصف روحي".
نصفها المتبقي "مملوء بالغضب والحقد والكراهية" تقول يوليا نافالنايا، وتستدرك: "لكن هذا من شأنه أن يدفعني إلى تحقيق حلم زوجي: بناء روسيا يعيش فيها الإنسان بكرامة وعدالة ومحبة".
تقديراً لجهودها، كرمت مؤسسة DW الإعلامية الأربعاء (الخامس من حزيران/يونيو 2024) "سيدة المعارضة الأولى" في روسيا، يوليا نافالنايا ومنظمتها "مؤسسة مكافحة الفساد" بجائزة "حرية الرأي والتعبير" لهذا العام. وجاء في حيثيات منح الجائزة أن "أرملة المنشق الروسي الراحل أليكسي نافالني دعمت العمل السياسي لزوجها في النضال من أجل حرية الصحافة وحرية التعبير منذ البداية". وتمنح DW جائزتها المرموقة بشكل سنوي منذ 2014.
"أخذت يوليا نافالنايا ومؤسستها على عاتقها تسليط الضوء على ظلام نظام روسيا الفاسد والقاتل. أشكركم على عملكم المهم،" قال مديرعام DW بيتر ليمبورغ في حفل منح الجائزة.
"سنواصل المعركة"
وقالت نافالنايا في كلمة لها في الحفل: "ينظر الدكتاتوريون إلى حرية التعبير على أنها ضعف. ويعتبرون الحرية هي حرية نشر المعلومات المضللة والكذب". وتابعت المعارضة الروسية: "من السهل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العثور على خبراء مزعومين قد يكذبون من أجله مقابل المال. ولكن من ناحية أخرى، أظهر أليكسي نافالني ومؤسسته من خلال معركتهم كيف يرتعد حتى الديكتاتوريون الأقوياء من الحقيقة". ووعدت يوليا نافالنايا: "سنواصل المعركة. ونؤمن أن حرية التعبير ستنتصر على سموم الدعاية".
"أعادت لنا شجاعتنا"
وفي كلمته في حفل التكريم، قال وزير المالية الاتحادي كريستيان ليندنر إن "النضال في سبيل الحقوق الأساسية في روسيا يعني المخاطرة بالحياة. وبعد وفاة زوجها، كانت يوليا نافالنايا هي من أعادت لنا شجاعتنا". وتابع الوزير: "لقد ذكّرتنا بشكل قاطع بأن مهمتنا جميعاً هي النضال من أجل الحرية والعدالة في روسيا".
وقال ليندنر إن "مؤسسة مكافحة الفساد تحدت جميع القيود وأصبحت رمزاً لا يهاود في الحرب المستمرة ضد الفساد في روسيا". وفي الوقت نفسه، حذر الوزير من إطلاق الأحكام التعميمية على بلد بكامله: "نحن مثل أليكسي، مازلنا مقتنعين بأن روسيا لديها فرصة وأن الديمقراطية ستسود هناك".
على خطى زوجها الراحل
تواصل يوليا نافالنايا وفريق "مؤسسة مكافحة الفساد" عمل زوجها الراحل أليكسي نافالني. ويصل صدى العمل إلى الناس في جميع أنحاء العالم. وتشارك المنظمة النتائج على قناة أليكسي نافالني على اليوتيوب، مسلطة الضوء على "الرشوة ودعاة الحرب". وتعمل يوليا نافالنايا كذلك مع منظمات حقوق الإنسان الدولية لحماية السجناء السياسيين.
وأنتجت المؤسسة أفلام فيديو وثائقية لتسليط الضوء على المكائد المالية لنخبة السلطة الروسية. وشوهد فيلم "قصر لبوتين” وحده أكثر من 130 مليون مرة. حظرت السلطات الروسية "مؤسسة مكافحة الفساد" في عام 2021. وبعد مرور عام، أعيد تأسيسها كمنظمة دولية لمواصلة النضال من أجل الشفافية وضد الفساد في روسيا.
تأسست "مؤسسة مكافحة الفساد" في عام 2011 على يد زعيم المعارضة الروسية آنذاك أليكسي نافالني، الذي توفي في معسكر اعتقال روسي في شباط/فبراير 2024 في ظروف غامضة. وفي ذلك الوقت، شككت الحكومات الغربية والمنظمات الدولية برواية السلطات الروسية فيما يتعلق بوفاته. يتحدث أقاربه ومؤيدوه عن جريمة قتل. وكان المعارض العنيد قد تعرض في صيف 2022 لهجوم بغاز الأعصاب أدى لتردي وضعه الصحي.
والثلاثاء (الرابع من حزيران/يونيو 2024) قامت الشرطة في العاصمة الروسية موسكو بقمع أنصار نافالني الذين تجمعوا لحضور حفل تأبين في عيد ميلاده. وتم حتى الآن اعتقال واستجواب حوالي 30 شخصاَ.
"السيدة الأولى"
بعد وفاة زوجها وعلى خطاه بدأت يوليا نافالنايا مسيرتها السياسية. ويعتبرها البعض وجهاً جديداً للمعارضة الروسية.
ولدت يوليا نافالنايا عام 1976، ودرست الاقتصاد في موسكو دون أن تكون السياسة على سلم أولوياتها. التقت بزوجها خلال إجازة في تركيا عام 1998، وتزوجا عام 2000 وأنجبا طفلين. دخلت يوليا نافالنايا المسرح السياسي لأول مرة في عام 2013 خلال الحملة الانتخابية لزوجها لمنصب عمدة موسكو. وجاء نافالني في المركز الثاني خلف الفائز في الانتخابات سيرجي سوبيانين وأصبحت يوليا نافالنايا "السيدة الأولى" لزعيم المعارضة الجديد.
بعد الهجوم السام على زوجها في آب/أغسطس 2020، سعت بشدة إلى نقله إلى برلين وعلاجه في مشفى شاريتيه. ويؤكد الطبيب ألكسندر بولوبان لـ DW أن إصرارها كان له دور فعال في نقل أليكسي نافالني إلى ألمانيا.
أعده للعربية: خالد سلامة