شولتس أمل الاشتراكيين.. فهل ينتزع المستشارية من ميركل؟
٢٤ يناير ٢٠١٧خبرة مارتن شولتس في السياسة الألمانية تقتصر على بلدته فورزيلين الصغيرة بالقرب من مدينة آخن بولاية شمال الراين ويستفاليا، حيث ولد وترعرع شولتس (62 عاما) في تلك البلدة وأصبح فيما بعد عمدتها بين عامي 1987 و1998 وكان يدير في البلدة مكتبة لبيع الكتب مع شقيقته.
لكن مارتن شولتس معروف جدا وذو خبرة سياسية طويلة كسياسي مختص بالشأن الأوروبي، حيث انتخب نائبا في البرلمان الأوروبي عام 1999 وتولى مناصب مختلفة منها رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي ورئيس الكتلة الاشتراكية الأوروبية في البرلمان وتوج مسيرته الأوروبية برئاسة البرلمان الأوروبي حتى بداية العام الحالي. والآن يريد الانتقال إلى ألمانيا والانخراط في السياسة الألمانية الداخلية، بعد نيله ثقة حزبه الاشتراكي وتمثيله في الانتخابات البرلمانية القادمة ومنافسة أنغيلا ميركل على منصب المستشارية.
"لقد كنت شقيا"
طفولة شولتس لم تكن مميزة بل كان طفلا شقيا وهو الأصغر بين أطفال العائلة الخمسة من والد كان شرطيا. حين كان مراهقا أدمن شرب الكحول وحرم من تقديم فحص الثانوية العامة وكان عاطلا عن العمل لمدة عام حين كان في العشرين من عمره. وشولتس لا يخجل من ذلك ولا ينكره ويقول عن تلك الفترة "لقد كنت شقيا ولم أكن تلميذا جيدا مريحا".
لكن رغم شقاوته، اجتذبت السياسة مارتن شولتس الشاب فانتسب للحزب الاشتراكي. وفي الثانية والثلاثين أصبح عمدة بلدته فورزيلين وكان حينها أصغر عمدة في ولاية شمال الراين ويستفاليا. ومنذ عام 1984 عضو في قيادة الحزب الاشتراكي في منظمة آخن، ومنذ عام 1997 رئيس المنظمة، كما أنه عضو في رئاسة الحزب الاشتراكي على مستوى ألمانيا منذ عام 1999 ويفخر بأنه الأقدم في قيادة الحزب منذ ذلك الحين.
التدخل في السياسة الألمانية
مارتن شولتس أصبحت لديه مع مرور السنين خبرة سياسية كبيرة وعميقة، يتمتع بشجاعته في خوض المواجهات السياسية دون خوف. ورغم أنه كان عضوا في البرلمان الأوروبي، إلا أنه كان يتدخل في السياسة الداخلية الألمانية أيضا بين الحين والآخر، وقال بداية الشهر الجاري في حوار مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، إن العدالة والديمقراطية يتم التشكيك فيهما هذه الأيام وتابع "الديمقراطية في خطر بسبب اليأس. فحين يشعر الناس أنهم يقومون بواجبهم تجاه المجتمع، ولكن المجتمع لا يقدم لهم شيئا ولا يحترمهم، فإنه يتجهون إلى التطرف. وحين لا يشعر الناس بأن الديمقراطية تحميهم، فإنهم يبحثون عن البديل".
شولتس يريد التحدث بوضوح تمام ضد انتشار اليمين الشعيوي، ويقول عن ذلك "غالبا ما يتم اتهامي بأنني اندفاعي متهور. لكن لا تستطيع مواجهة اليمين المتطرف بالحجج المصاغة بهدوء وروية. فأحيانا تحتاج الوقاحة إلى رد فظ".
التكلم بوضوح وصراحة تامة
يُعرف عن مارتن شولتس التحدث بوضوح والتعبير عن المواقف السياسية بصراحة، وقد تعود على ذلك خلال مسيرته البرلمانية الأوروبية. فقد تحدث عن سياسة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بالقول إن "ما تفعله روسيا، غير مقبول أبدا. ويقف خلف تصرفات روسيا العدوانية رؤية اجتماعية ورؤية للعالم لا تتوافق مع فلسفتنا الأوروبية التي تقوم على الاحترام المتبادل والانفتاح". ويقول عن الاتحاد الأوروبي الذي ينظر إليه كطفل مدلل لديه "الاتحاد الأوروبي في حالة بائسة. فالقوى النابذة والمتطرفة تفوز في الانتخابات واستطلاعات الرأي. فحين نشكك الآن بالمشروع الأوروبي، فإننا نقامر بمستقبل الأجيال القادمة".
واشتهر مارتن شولتس في العالم، حين تحدث أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بالألمانية في شباط/ فبراير 2014 وانتقد في كلمته سياسة إسرائيل الاستيطانية بكل وضوح، ما دفع العديد من النواب إلى الاحتجاج ومغادرة قاعة الكنيست.
حلم الحزب الاشتراكي بنتيجة جيدة
هناك من يقول إن وضوح شولتس وصراحته ربما تكون سبب شعبيته الكبيرة في حزبه الاشتراكي. وتشير استطلاعات الراي الأخيرة أنه ذو شعبية ومحبوب لدى الألمان مثل ميركل ويتفوق على رئيس حزبه، زيغمار غابرييل. وخلال انتخابات البرلمان الأوروبي، حقق للحزب الاشتراكي في ألمانيا نتيجة جيدة بحصوله على 27,3 بالمائة من الأصوات وهي نتيجة أفضل من التي حققها الحزب بقيادة بير شتاينيروك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2013 في مواجهة المستشارة أنغيلا ميركل.
وفي عام 2013 حصل على 98 بالمائة من الأصوات لدى انتخابه في مؤتمر الحزب الاشتراكي لمنصب مفوض الشؤون الأوروبية، وهو بذلك حصل على أعلى نسبة أصوات في انتخابات قيادة الحزب.
فهل سينجح في الانتخابات القادمة ضد ميركل ويحقق نتيجة جيدة تخرج الحزب الاشتراكي من محنته ويحقق آمال رفاقه؟ الإجابة ستكون في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجرى في أيلول/ سبتمبر القادم.
ينس توراو/ عارف جابو