مالي: دعم أمريكي وأوربي للمهمة العسكرية بملايين الدولارات
٢٩ يناير ٢٠١٣قام الجنود الفرنسيون والماليون بمناورة مشتركة برية وجوية في تمبكتو بعد الاستيلاء عليها الاثنين (28 يناير/ كانون الأول 2013)، حيث أحرقت جماعات إسلامية مسلحة معهداً تحفظ فيه مخطوطات ثمينة قبل أن تلوذ بالفرار. من جانب آخر أعلن متمردون طوارق ومنشقون عن مجموعة إسلامية مسلحة الاثنين سيطرتهم على كيدال، المدينة الأخيرة الكبيرة في شمال مالي التي لم يسيطر عليها بعد الجنود الفرنسيون والماليون بعد.
من جانب آخر ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مئات الماليين قاموا صباح الثلاثاء بنهب متاجر في تمبكتو يمكلها، على حد قولهم "عرب" متهمون بأنهم "إرهابيون" متحالفون مع المقاتلين الإسلاميين الذين احتلوا هذه المدينة التاريخية في شمال مالي على مدى عشرة أشهر. وقام الحشد المؤلف من أشخاص في غاية الفقر على ما ظهر عليهم، بنهب مخازن أكدوا أنها تعود لـ"عرب" و"جزائريين" و"موريتانيين" يتهمونهم بأنهم ساندوا الإسلاميين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في المدينة التي استعادت القوات الفرنسية والمالية السيطرة عليها الاثنين.
إرسال 200 جندي بريطاني غير مقاتل إلى إفريقيا
من جهتها، تنوي بريطانيا إرسال 200 عسكري إلى غرب إفريقيا من بينهم حوالي "العشرات" إلى مالي لمساعدة فرنسا على تدريب القوة الإفريقية المكلفة بدحر المتمردين الإسلاميين في مالي، بحسب ما أعلنت صحف بريطانية الثلاثاء نقلاً عن "مصادر حكومية". وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الاثنين، أكد للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أن المملكة المتحدة سوف تقدم المزيد من المساعدة لفرنسا في مالي، ولكن لندن لا تزال معترضة على إرسال قوات بريطانية مقاتلة، بحسب ما أعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة.
وذكرت صحيفة الغارديان في عددها اليوم الثلاثاء (29 يناير/ كانون الأول 2013) نقلاً عن مصدر حكومي فضل عدم الكشف عن هويته أن "بريطانيا قد ترسل بكل سهولة 200 رجل في حال طلبت فرنسا هذا العدد". وأضافت أن "المساهمة البريطانية" في بعثة الاتحاد الأوروبي لتأهيل الجيش المالي "ستكون بحوالي عشرات" الرجال، حسب رئاسة الحكومة. واعتبرت صحيفتا "الميرور" و"الدايلي ميل" أن لندن تنوي إرسال "40 جنديا" بريطانيا إلى مالي في إطار بعثة الاتحاد الأوروبي لتأهيل قوات وذلك من أصل 200 جندي سوف ينتشرون في غرب إفريقيا. وأوضحت الصحف الثلاث أن قرار لندن على وشك الصدور اليوم الثلاثاء أو خلال الأيام المقبلة.
توسيع نطاق الدعم اللوجيستي
ومن ناحيته، أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية مساء الاثنين صحة ما ذكرته تقارير صحفية حول اعتزام برلين توسيع نطاق الدعم اللوجيستي المقدم من ألمانيا للقوات التي تقاتل الإسلاميين المتشددين في مالي. وكانت صحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء ذكرت أن ألمانيا تعتزم إرسال طائرة نقل ثالثة إلى مالي ينتظر أن تعمل كاحتياطي للطائرتين المشاركتين بالفعل في هذه المهمة.
هذا، وتعتزم ألمانيا دعم المهمة العسكرية التي تقودها دول أفريقية في مالي بـ20 مليون دولار. وذكرت مصادر حكومية في برلين أنه سيتم الإعلان عن قيمة الدعم رسميا خلال مؤتمر الدول المانحة المنعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وكان الاتحاد الأفريقي أعلن من قبل عزمه المشاركة في دعم المهمة العسكرية بمالي بـ50 مليون دولار، وذلك بجانب 50 مليون دولار أخرى من الاتحاد الأوروبي، والتي ستساهم فيها ألمانيا بأموال إضافية. كما يعتزم الاتحاد الأوروبي إرسال عسكريين إلى مالي لتدريب القوات المالية.
حل سياسي بموازاة الحل الأمني
من جانب آخر ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين أن الولايات المتحدة تدرس إقامة قاعدة للطائرات بدون طيار في شمال غرب أفريقيا لتعزيز مراقبتها للمسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة وغيرهم من المتطرفين الإسلاميين الآخرين. ومن المقرر أن تستخدم القاعدة للمراقبة غير المسلحة، إلا أن مسؤولين لم يكشف عن أسمائهم قالوا للصحيفة إن إمكانية شن ضربات صاروخية في المستقبل لم تستبعد. ومن المواقع المحتملة لإقامة القاعدة، النيجر أو بوركينا فاسو، بالقرب من مالي، حيث انضمت القوات الفرنسية إلى الحكومة المحلية في قتال المتشددين.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الأميركية ذكَرت الاثنين فرنسا بأن النزاع في مالي يجب أن يحل أيضاً سياسيا خصوصاً عبر انتخابات، وكررت القول إن الولايات المتحدة لن تشارك في هذه الحرب. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن "مشاكل مالي يجب أن تجد حلاً لا يكون أمنياً محضاً. ويجب أن يكون في موازاة أي طريق أمني طريق سياسي.
ع.ش/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)