Terror vor der Wahl
١٠ يوليو ٢٠٠٩بدا الأمر مكرراً حين أكد الخبراء المشاركون في مؤتمر أمني أقيم مؤخراً في برلين أن هناك جماعات إرهابية إسلاموية متشددة تضع ألمانيا نـُصْـبَ عينها منذ فترة طويلة، بهدف الضغط من أجل سحب القوات الألمانية من أفغانستان. وعلى الرغم من أن الخبراء يشيرون إلى ضرورة الحذر، إلا أنهم يؤكدن في الوقت نفسه أنه لا توجد حتى الآن مخاطر محددة. فما هو مدى خطر تعرض ألمانيا لاعتداءات إرهابية في واقع الأمر؟
يصعب تقييم الوضع الأمني في ألمانيا ومخاطر تعرضها لهجمات إرهابية، فمنذ سنوات دأب وزير الداخلية الألماني، فولفغانغ شويبله، على التحذير من هجمات إرهابية بالقول: "نتحدث عن تهديدات جدية، إلا أن بلادنا تنعم بالأمن. وتستحق أجهزتنا الأمنية كل الاحترام والدعم". إلا أن هناك عددا من المراقبين والسياسيين يرى أن شويبله يبالغ في مقترحاته القانونية لمكافحة الإرهاب، ويعتبرها مقيدة لحريات المواطنين ولا تؤدي إلا إلى إثارة الذعر. ومن بين هؤلاء رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت التي ترى: "أن وزير الداخلية يتسم بميول معادية للدستور. وفي رأيي فإنه يتصرف كوزير حرب".
رسائل تهديد باللغة الألمانية
ولكن هل منتقدو شويبله على خطأ؟ وهل باتت ألمانيا حقاً هدف لإرهابيي تنظيم القاعدة قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية؟ يقول الخبراء في الشؤون الأمنية إن الخطر كبير، مشيرين إلى العدد المتزايد من الاعتداءات في أفغانستان على الجنود الألمان والعدد المتزايد من الشباب، الذين يسافرون إلى باكستان التي تعد من الدول التي يتم فيها تدريب الإرهابيين الإسلامويين. إضافة إلى ذلك فإن عدد أفلام الفيديو، التي يتم فيها توجيه تهديدات إلى ألمانيا باللغة الألمانية، آخذ بالزيادة هو الآخر.
تأثير هجمات إرهابية محتملة على الانتخابات
ويبدو أنه توجد بعض الدلائل على أن تنظيمات إرهابية تخطط للقيام باعتداءات في ألمانيا قبل الانتخابات من أجل التأثير على سياستها، مثلما حدث قبل الانتخابات في إسبانيا عام 2004 بعد تفجير أربعة قطارات في مدريد وأسفرت عن سقوط 191 قتيلاً ومئات الجرحى. وأسفرت هذه الانتخابات عن تشكيل حكومة جديدة وانسحاب القوات الأسبانية من العراق.
وفحوى الرسالة التي توجهها هذه التنظيمات إلى ألمانيا هو ذاته الذي وجهته إلى إسبانيا: طالما بقي الجنود الألمان في أفغانستان، فإننا سننقل الحرب إلى دياركم. وفي هذا الإطار يرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبيرغ، من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، أن ألمانيا أكثر الدول عرضة للتهديدات الإرهابية. ويضيف الخبير الألماني بالقول: "يمكننا الافتراض أن القاعدة ستهاجم بعض الأهداف الألمانية في الأشهر المقبلة، إذا توفرت لديها الإمكانيات، بهدف التأثير على الانتخابات وعلى الجدل حول بقاء القوات الألمانية في أفغانستان. وربما من أجل أن تقود إلى سحب القوات الألمانية من هناك".
وضع غامض
ويبدو أن الوضع بات جدياً، لكنه يبقى غامضاً، فمن الواضح أن أجهزة الأمن تتابع بدقة تصرفات الأشخاص المشتبه فيهم ومع من يلتقون وإلى أين يسافرون. وفي الوقت نفسه فإن من المؤكد أن هذه السلطات تعرف المزيد عن الوضع، أكثر مما هو مُعلن. وفي هذا السياق يندرج ما أعلنته القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زت دي أف" نقلا عن بعض الأوساط الأمنية عن وجود تحذيرات منذ شهر أيار/ مايو الماضي من وحدة مهمات خاصة تابعة لتنظيم القاعدة، تريد شن اعتداءات إرهابية في دول غرب أوروبا. وأضافت القناة وفقا لهذه المصادر الأمنية أن الوحدة المكونة من 15 شخصاً تركت باكستان قبل مدة متجهة صوب غرب أوروبا.
الكاتب: بينامين فوست/ آخيم زيغيلو
مراجعة: عماد م. غانم