متحف جديد للتذكير بجرائم النازية
٢٣ يوليو ٢٠٠٧افتتح كل من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو يوم الأحد الماضي 22 تموز/يونيو متحفا لمعسكر الاعتقال النازي في مدينة فلوسينبورغ في ولاية بافاريا جنوبي ألمانيا. وشارك في حفل الافتتاح مائتان وسبعون شخصا من المعتقلين السابقين في هذا المعسكر خلال الحرب العالمية الثانية.
الجدير بالذكر أن ألمانيا تستكمل بافتتاح هذا المتحف حملة بدأتها ألمانيا لبناء متاحف في جميع معسكرات الاعتقال النازية، إذ يعد معسكر الاعتقال النازي في فلوسينبورغ آخر المعسكرات الرئيسية على الأراضي الألمانية، الذي يُقام له متحف خاص.
مكان للعار الألماني وللتذكير
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في حفل الافتتاح إن الهدف من وراء إنشاء متحف لهذا المعسكر النازي، الذي يعد بمثابة مكان للعار الألماني، هو "للتذكير بما ارتكبه النازيون من جرائم بحق الإنسانية".
أما الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو ، الذي كان والده أندريه يوشينكو معتقلا لمدة ستة أشهر في معسكر الاعتقال النازي فلوسينبورغ كجندي سوفييتي فقد قال من جهته: " لا يوجد أي مبرر لمقتل آلاف الأشخاص هنا، فعقولنا وقلوبنا ترفض هذا الموت الجماعي". وأضاف "يجب ألا نسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه".
وتجدر الإشارة إلى أن النازيين كانوا يعاملون أسرى الحرب وخاصة منهم الجنود السوفييت بقسوة شديدة، إذ أنهم كانوا ينقلونهم من معسكرات سجناء الحرب إلى معسكرات الاعتقال وسط ظروف مروعة.
وكان معسكر الاعتقال النازي الذي تم تشييده على الحدود الألمانية التشيكية يأوي ما يقارب المائة ألف معتقلاً للفترة بين عامي 1938 و 1945، وقد لقي منهم نحو ثلاثين ألف حتفهم بسبب الأمراض أو الجوع أو الإعدام أو إنهاكهم بالعمل حتى الموت.
هذا وحضر حفل الافتتاح جاك تيري وهو يهودي وُلد في بولندا وكان أصغر سجين نجا من بطش النازية حينما تم تحرير المعتقلين من قبل قوات الحلفاء، إذ كان يبلغ آنذاك الخامسة عشر من العمر. وقال تيري البالغ من العمر الآن 77 عاما والذي يعيش اليوم في نيويورك: " لقد زج بنا هنا لغرض واحد وهو إذلالنا، ونزع إنسانيتنا وقتلنا ". الجدير بالذكر أن والدي تيري وأقاربه كانوا قد لقوا حتفهم على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.