مجلس الأمن يبحث الوضع في سوريا وموسكو تعرقل بيانا يدين دمشق
٢٧ مايو ٢٠١٢قال مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن المجلس سيجتمع ليلة اليوم الأحد (27 مايو/ أيار 2012) لبحث المذبحة التي راح ضحيتها 109 أشخاص بينهم عشرات الأطفال في الحولة في سوريا. وفي مواجهة موجة غضب دولي متصاعد بشأن المذبحة اتهمت دمشق المعارضة المسلحة بتنفيذها ونفت "بشكل قاطع" مسؤولية قواتها عن ارتكاب المجزرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي "ننفي بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة التي وقعت في الحولة وندين بأقصى العبارات هذه المجزرة الإرهابية التي طالت أبناء سوريا بشكل إجرامي واضح المعالم".
في سياق متصل أعلنت مصادر في مقر الأمم المتحدة أن روسيا عرقلت اليوم صدور إعلان عن مجلس الأمن يدين المجزرة التي وقعت في مدينة الحولة وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن قبل صدور أي إعلان. وكانت بريطانيا وفرنسا عرضتا صدور إعلان يدين مجزرة الحولة، إلا أن روسيا طالبت بتمكين رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود من الكلام أمام مجلس الآمن لشرح ما حصل قبل صدور الإعلان.
غليون يدعو إلى "تحرير بالقوة الذاتية"
دعا رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون اليوم الشعب السوري إلى "خوض معركة التحرير" معتمدا على قواه الذاتية في حال فشل المجتمع الدولي في اتخاذ قرار بشأن سوريا تحت الفصل السابع لمجلس الأمن. وقال غليون في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول على هامش زيارته لتركيا "إذا فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تحت الفصل السابع لن يكون هناك من خيار أمام الشعب السوري سوى تلبية نداء الواجب وخوض معركة التحرير والكرامة، معتمدا على قواته الذاتية وعلى الثوار المنتشرين في كافة أنحاء الوطن وعلى كتائب الجيش الحر وأصدقائه المخلصين".
وأضاف غليون "لم يعد لدى السوريين ما يخسرونه سوى أغلالهم ولن يتوقفوا عن مسيرتهم الظافرة سوى بعد الإعلان عن ولادة سوريا الديمقراطية الحرة السيدة الأبية". واعتبر غليون أن المجتمع الدولي "لا يزال مترددا وضعيف الإرادة في حماية المدنيين السوريين والقيام بعمل جدي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لجرائم النظام، وهذا اثر على عمل المجلس الوطني وعلى شعور الرأي العام بان المجلس لا يلبي متطلبات الثورة كما كانوا يتوقعون".
استمرار التنديد الدولي بالمجزرة
دوليا نددت برلين ولندن وواشنطن بهذه المجزرة فيما دعا "الجيش السوري الحر" مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى "تحمل المسؤولية وإعلان فشل خطة انان واتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لإنقاذ سوريا وشعبها وإنقاذ المنطقة برمتها بتشكيل ائتلاف عسكري دولي خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية إلى مفاصل النظام العسكرية والأمنية".
كما دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت المجزرة معتبرة أنها "فظاعة" ودعت مجددا إلى وقف إراقة الدماء في البلاد. واعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن شعورها "بالهول" إزاء المجزرة منددة بما وصفته "عملا شائنا ارتكبه النظام" في دمشق ومطالبة بالوقف الفوري للعنف. إلى ذلك دعا الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي ينتمي إليه الرئيس فرنسوا أولاند المجتمع الدولي للعمل من اجل "وقف المجزرة في سوريا". وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دان السبت هذه "المجازر" و"الفظاعات" التي يتعرض لها الشعب السوري ودعا المجتمع الدولي لمزيد من التعبئة.
و عربيا دانت الحكومة الأردنية بشدة مجزرة الحولة داعية إلى إيجاد "حل سياسي" في هذا البلد "يوقف نزيف الدم". كما ادان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مجزرة الحولة ودعا إلى "انجاز التحول" في سوريا. وأعلنت الكويت أنها تجري اتصالات مع باقي الدول العربية لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد هذه المجزرة.
(ح.ز/ أ.ف.ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي