محنة هامبورغ تلوح بنهاية حزينة لإيفيكا أوليتش
١٤ أبريل ٢٠١٥"حتى لو لعب كريستيانو رونالدو لصالح هامبورغ، فإن ذلك لن ينقذ هذا الفريق من محنته"، كانت هذه هي العبارة الساخرة التي واجهها الكرواتي إيفكا أوليتش من قبل أخيه الذي علق ساخرا على خسارة هامبورغ أمام فولسبورغ بثنائية نظيفة ضمن منافسات المرحلة الثامنة والعشرين للدوري الألماني لكرة القدم، وهي الخسارة التي جعلت "ديناصور" البوندسليغا كما يلقب يتذيل الترتيب العام مطيحا بأي أمل في صحوة قريبة. من المؤكد أن أوليتش البالغ من العمر 35 عاما كان يحلم بنهاية مختلفة تماما مع هامبورغ، ذات الفريق الذي بدأ منه مشواره داخل البوندسليغا، حتى وإن كان هيرتا برلين أول نادٍ تعاقد معه في موسم 1998 لكنه لم يمكث فيه أكثر من موسمين، لعب فيهما مباراتين فقط، ليعود إلى ناديه الأول بمسقط رأسه، نادي مارسونيا الكرواتي.
الفترة الذهبية مع هامبورغ
أنتقل الكرواتي إيفيكا أوليتش الى هامبورغ في موسم 2006/07 بعد مروره عبر دينامو زغرب وسيسكا موسكو. وفي هذا الموسم، أحرز المهاجم الكرواتي لهامبورغ خمسة أهداف في 15 مباراة. وحينها أنهى هامبورغ الموسم من المركز السابع. في الموسم التالي، كان الأمر مختلفا، إذ صام أوليتش عن التهديف حتى المرحلة التاسعة من الدوري الألماني، وفجأة هز شباك شتوتغارت المدافع عن اللقب بهاتريك أهدى به الفوز لفريقه. بعد تلك المباراة أهدى متحف الرياضة ببرلين الحذاء الذي لبسه أمام شتوتغارت. وفي ذات الموسم توّج كهداف للدوري برصيد 14 هدفا.
هذا اللقب كان البطاقة المباشرة لدخول أوليتش معقل البايرن في ميونيخ، بتعاقده معه البافاري في موسم 2009، حيث حمل قميصه لثلاثة مواسم. وأهم انجاز حققه مع البايرن، هاتريك في شباك أولمبيك ليون في ذهاب نصف نهائي الأبطال 2010 ، وكان أوليتش هداف المباراة الوحيد. وقبل ذلك، كان قد أحرز هدفين لبايرن في الدور ربع النهائي للبطولة ذاتها أمام مانشستر يونايتد، وبالتالي كان أوليتش من أكبر المساهمين في تأهل بايرن ميونيخ إلى النهائي الذي حسمه مانشستر يونايتد بهدفين دون رد. وبسبب الإصابات المتكررة قضى أوليتش آخر سنتين مع بايرن دون أن يترك بصمة تذكر. فولفسبورغ كانت المحطة اللاحقة له ومنها إلى هامبورغ الذي تعاقد معه لغاية نهاية موسم 2016، رغم عمره المتقدم.
نهاية مخيبة؟
حسب ما جاء في حوار أجراه اللاعب الكرواتي مع موقع "كيكر" الرياضي الألماني، يشكو أوليتش اليوم من اهتزاز الثقة في صفوف هامبورغ، موضّحا أنه "شعر منذ الأسبوع الأول من عودته بأن الفريق تنقصه الثقة في النفس لدرجة أن الأخطاء ذاتها تتكرر عند كل مباراة".
ولأنه مهاجم مخضرم بخبرة طويلة، فإن الجمهور يطالبه أكثر من غيره بإحداث الاختراق المنشود وكسر شعرة النحس. ومن جهته رفض المدير الفني بيتر كنيبل التخلي عن "العجوز" في مباراة الفريق أمام فولفسبورغ، وهو يعلم تماما، وفق صحيفة "بيلد" أن أوليتش سيكلف هامبورغ في هذه المباراة بالذات 150 ألف يورو إضافية بموجب شرط جزائي وضعه فولفسبورغ في حال لعب مهاجمه السابق ضده في مباريات الدوري.
بيد أن المشاكل التي يتخبط فيها الفريق الألماني العريق في الوقت الحالي أكبر بكثير من أن يحلها مهاجم واحد، وهو ما عبر عنه أخ أوليتش بدقة حين تحدث عن كريستيانو رونالدو ساخرا من الفريق. فديناصور البوندسليغا الذي لم يهبط منذ نحو نصف قرن لم يكن يوما مهددا مثل هذا الموسم ولم يكن أداؤه أيضا بهذا السوء لاسيما مع انهيار معنويات اللاعبين.
حتى أويلتش نفسه يدرك أنه ورغم أن الفرص لم تصبح معدومة تماما، فإن الحكم النهائي سيصدر في المرحلتين القادمتين، الأولى حين يحل هامبورغ ضيفا على فيردر بريمن الأحد القادم، والثانية حين يستضيف آوغسبورغ على أرضه لاحقا. وهنا سيتحدد ما إذا كان أوليتش سينهي مسيرته في صفوف الدرجة الثانية أم أنه سيغادرها من بوابة الكبار.