"مخاوف الأوروبيين عقدت تعاملهم مع المنطقة"
٢٠ أغسطس ٢٠١٣دويتشه فيله: الاتحاد الأوروبي يريد تكثيف الضغط على مصر، هل يعد إضعاف البلاد اقتصاديا الوسيلة الصحيحة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن مصر تعد جيواستراتيجيا بلدا مهما في المنطقة؟
يوزيف ياننغ: هناك ومنذ فترة ركود اقتصادي لأن العنف الذي يسود الشارع المصري لا يشجع على الاستثمارات والتعاون الاقتصادي. هذا الأمر يشكل مشكلة عويصة في الوقت الراهن بالنسبة لمصر، كما أنه ليس بالأمر السهل بالنسبة للاتحاد الأوروبي باتخاذ قرار كهذا، فمن جهة يضعف هذا الأمر هياكل المجتمع المدني الذي هو ضعيف بدوره، ومن جهة أخرى لا يستطيع الأوروبيون تجاهل ما يحدث في مصر وكأن شيئا لم يحدث.
لم يتفق أعضاء الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتسليح المعارضة في سوريا. هل يتحدث الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمصر بصوت واحد؟
أعتقد أنه على الأرجح الاختلافات أقل من الاختلافات المتعلقة بالمواقف الأوروبية من الشأن السوري. ومن المتوقع أن يتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم اليوم حول موقف موحد والتنديد بأنه تم التخلي عن طريق الحوار الذي روجت له القيادة العسكرية في البداية. كما أنه من المنتظر أن يؤكد الاتحاد الأوروبي وبكل وضوح على موقفه الرافض لمواصلة تقديم المساعدات دون فرض شروط، ومن المتوقع أن يجدد الاتحاد الأوروبي عرضه بأنه في حال أعرب طرفا النزاع في مصر عن استعدادهما للحوار بمرافقة ومتابعة هذه المحادثات بدبلوماسيين أوروبيين.
من هو الطرف الذي يمكن أن يجري معه الأوروبيون محادثات؟
الحكومة الانتقالية هي طرف المحادثات، فوزير الخارجية نبيل فهمي مثلا دبلوماسي ذي تجربة على الصعيدين الدولي والغربي. وإذا رغبت الحكومة الانتقالية في ذلك، فهناك أطراف معروفون في أوروبا وفي العالم الغربي ويحظون باحترام وتقدير كبيرين. لكن في الوقت الحالي هناك قلة ثقة في الحكومة الانتقالية وهذا ما يفسر التحفظ من الجانب الأوروبي.
هل لا زالت مصر تثق في الاتحاد الأوروبي؟
هذا الأمر يتعلق بمن تطرح عليه السؤال. الإخوان المسلمون أصيبوا بخيبة أمل لأن الاتحاد الأوروبي من منظورهم لم يندد بالشدة التي كان ينتظرونها بالانقلاب العسكري. والحكومة الانتقالية مصابة بدورها بخيبة أمل من الاتحاد الأوروبي لأنه ينتقدها في الوقت الذي ترى نفسها بأنها تكافح الإرهاب والعنف. والمتظاهرون الشباب مصابون أيضا بخيبة أمل لأنهم يرون أن أوروبا تتخلى عنهم كلما تعقدت الأمور في بلادهم.
إذا كانت المواقف من أوروبا مختلفة: ألا يعرف الاتحاد الأوروبي ربما كيف يتعامل مع مصر والمنطقة؟
نعم، هذا الكلام صحيح إلى حد ما، وفي الغالب لا يمكن إدراك ذلك إلا متأخراً. من الواضح اليوم أن دعما أوروبيا قويا في مرحلة مبكرة من الثورة كان من شأنه أن يغير بعض الأمور بشكل إيجابي. كما كان من المهم تركيز اهتمام أكبر على جماعة الإخوان المسلمين، التي تضم في صفوفها قوى معتدلة، التي وإن كانت لها مفاهيم أخرى عن الإصلاحات إلا أنها على استعداد للحوار. لكن مخاوف الأوروبيين كانت كبيرة. كان من الأجدر العمل بشكل مكثف مع هذه الأطراف الفاعلة.
ما الذي كان يتعين على الأوروبيين فعله خلال المرحلة المبكرة للثورة؟
لقد أعرب الأوروبيون وفي وقت مبكر عن استعدادهم لدعم الانتقال الديمقراطي في مصر، لكن يبقى التنفيذ مسألة أخرى. جهاز الدعم الأوروبي جامد بعض الشيء. يجب أن تكون هناك إمكانية أسرع لتقديم الدعم لمؤسسات المجتمع المدني. كما يجب أن يكون هناك استعدادا على الصعيد السياسي للحوار مع مثل هؤلاء الفاعلين الذين – وإن كانت لديهم تصورات مختلفة على غرار جماعة الإخوان المسلمين – ولكنهم يمثلون تيارا ذا أغلبية في المجتمع.
درس يوزيف ياننينغ العلوم السياسية والعلاقات الدبلوماسية بالإضافة إلى مادتي التاريخ واللغة الألمانية في جامعتي بون وكولونيا. وهو الآن يعمل لدى المؤسسة الألمانية للسياسية الخارجية كما أنه يجري أبحاثا قي مركز آلفريد فون أوبنهايم للمسائل الأوروبية المستقبلية.