مخاوف من عواقب تشكيل كتلة يمينية متطرفة في البرلمان الأوروبي
١٢ يناير ٢٠٠٧أعربت إسرائيل عن "قلقها العميق" من قرب تشكيل أول كتلة برلمانية مشتركة للأحزاب اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي، التي قد يتزعمها النائب الأوروبي برونو غولنيش، الرجل الثاني في الجبهة الوطنية الفرنسية المعروفة بمواقفها العدائية المتطرفة ضد الأجانب والأقليات في فرنسا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن "اسرائيل قلقة جدا من تشكيل كتلة برلمانية جديدة لليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي". كما أضاف البيان أن "تشكيل كتلة برلمانية هدفها المشترك هو العداء للأجانب وللسامية والتي سيرأسها شخص ينتظر أن يحاكم في فرنسا على تصريحاته، التي اعتبرت فضيحة وشككت بوقوع الهولوكوست ووجود غرف الغاز النازية، أمر مثير للقلق الشديد".
أول كتلة يمينية متطرفة في البرلمان الأوروبي
ويأتي هذا التطور بعد أن أعلن برونو غولينش عن نجاحه في جمع أعضاء البرلمان الأوروبي والحصول على موافقتهم على تشكيل أول كتلة يمينية متطرفة على الصعيد الأوروبي. ووفقا للتصريحات التي أدلى بها غولينش سوف يعلن رسميا في مطلع الأسبوع المقبل عن تشكيل هذه الكتلة، التي ستحمل اسم "الهوية، التقاليد، السيادة" وذلك خلال الجلسة التي سيعقدها البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. وكما هو متوقع أعلنت أقطاب هذه الكتلة، وعلى رأسها اليكساندرا موسوليني، حفيدة الدكتاتور الإيطالي السابق بينيتو موسوليني، عن معارضتها لمسودة الدستور الأوروبي، ولانضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي والسماح بالهجرة إليه. ومن المعروف أن الأحزاب اليمينية توظف مخاوف المواطنين الأوروبيين من سرعة عجلة الوحدة الأوروبية من أجل إثارة مخاوف شعبية من نشوء"دولة أوروبية مركزية موحدة" لا تراعى الخصوصيات الوطنية والثقافية لكل دولة أوروبية.
اليمين الأوروبي المتطرف في دائرة الضوء
تحاول الأحزاب اليمينية المتطرفة الممثلة في البرلمان الأوروبي منذ عدة سنوات تجميع صفوفها داخل البرلمان الأوروبي من أجل تشكيل كتلة موحدة. لكنها لم تستطع جمع العشرين عضوا الضروريين لتشكيل كتلة برلمانية بحيث يكونوا موزعين على خمسة بلدان أعضاء، إلا بعد انضمام بلغاريا ورومانيا إلى الإتحاد الأوروبي في مطلع العام الحالي. أما على الصعيد السياسي الأوروبي فإن تشكيل أول كتلة برلمانية موحدة لليمين المتطرف في البرلمان الأوربي لا يمثل نقلة نوعية فيما يتعلق بتقوية أطر العمل السياسي المشترك بين الأحزاب اليمينية المتطرفة وحسب، بل إنه ينذر أيضا بتقوية الحضور السياسي والإعلامي لليمين الأوروبي المتطرف بصورة عامة، والمساهمة في نقل هذه التيارات الفاشية من هامش المجتمعات الأوروبية إلى وسطها.
وفي هذا المضمار عبر هانيس سفوبيدا، نائب رئيس كتلة الأحزاب الاشتراكية الموحدة في البرلمان الأوروبي، عن تخوفه من هذه "الأخبار غير السارة، لان هذه الأحزاب قامت حتى الآن بتهميش نفسها". وفضلا عن ذلك أشار سفوبيدا إلى خطر "الدعاية العنصرية المغرضة التي يتوقع أن تقوم بها الكتلة اليمينية الجديدة"، غير أنه شدد في السياق نفسه على أن هذا التطور "ثمن تدفعه الديمقراطية"، لذلك يجب على كل الأحزاب الديمقراطية الأوروبية العمل على مواجهته".