مداهمة منزل المتحدث السابق باسم الرئيس الألماني
٢٠ يناير ٢٠١٢
داهمت الشرطة الألمانية داهمت اليوم الخميس (19 كانون الثاني/ يناير 2012) منزل أولاف غلايسيكر، المتحدث السابق باسم الرئيس الألماني كريستيان فولف الذي أقيل مؤخراً، في إطار تحقيق حول اتهامات بالرشوة، مما يثير مجدداً فضيحة تورط فيها فولف قبل ستة أسابيع. وكان الرئيس ومساعده قد تعرضا للانتقاد الشديد لقبولهما قضاء عطلة مجانية أثناء تولي فولف منصب رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى.
لكن المدعي العام في مدينة هانوفر الألمانية قال إنه لا توجد في الوقت الراهن أدلة على الاتهامات الموجهة إلى أولاف غلايسيكر، بالرشوة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المدعي العام قوله الجمعة (20 كانون الثاني/ يناير 2012): "في الوقت الحالي لدينا اشتباه أولي فقط".
واستبعد ممثلو الادعاء في الأسابيع الماضية ألا يكون هناك دليل ضد فولف، غير أنهم حولوا أنظارهم في الوقت الحالي إلى غلايسيكر بدلاً منه. وكان فولف، الذي لاحقته الفضيحة، قد اعتذر في وقت سابق عن إخفائه قرضاً بقيمة 500 ألف يورو حصل عليه في عام 2010 من زوجة رجل أعمال صديق له لشراء منزل. وفي الشهر الماضي، أقال الرئيس الألماني غلايسيكر، الذي ظل يعمل متحدثاً باسمه على مدار عقد من الزمان، دون أن يعلن عن أي أسباب واضحة.
وتهدد هذه الأزمة الوضع السياسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي رشحت فولف (52 عاماً) لمنصب الرئاسة، وهو منصب شرفي إلى حد كبير. وقالت ميركل مراراً إنها تثق في فولف وفي أنه سيجيب عن كافة الأسئلة التي يطرحها عليه ممثلو وسائل الإعلام بشأن ماضيه. ورحبت أحزاب المعارضة بالتحقيق، قائلة إنه يثبت شكوكهم في أنه لم يتم الكشف عن الحقيقة بالكامل. وكانت وسائل الإعلام قد طرحت على الرئيس الألماني أكثر من 400 سؤال حول ذلك، وقد أجاب فولف قبل أيام عن طريق محاميه عن تلك الإسئلة في نحو 140 صفحة نشرت على الإنترنت.
اتهامات مختلفة لغلايسيكر
وحتى أمس الخميس لم يبد ممثلو الادعاء أي دلائل تشير إلى عزمهم توسيع نطاق تحقيقهم مع غلايسيكر (50 عاماً) وزميله مانفريد شميت، ليصبح تحقيقاً شاملاً في أعمال الفساد. وتركز الاتهامات على أحداث العلاقات العامة التي نظمها شميت، وهو رجل أعمال في قطاع الإعلام والعلاقات العامة، أثناء تولي فولف منصب رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى. وفي هذا الإطار نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ممثلي الادعاء قولهم: "بناء على تقارير إعلامية والتحقيقات التي أجراها مكتب المدعي العام في هانوفر، ثمة شكوك في أن أولاف غلايسيكر قام بتسهيل إقامة وتمويل... الأحداث التي نظمها مانفريد شميت أو الشركات التي كان يديرها". وأضافوا: "في المقابل يتردد أن أولاف غلايسيكر قضى عدة عطلات مجانية في منزل مانفريد شميت المخصص لقضاء العطلات". وأوضح ممثلو الادعاء أن من بين التهم المحتملة تلقي وتقديم رشاوى.
يُذكر أنه بعد فضيحة القرض العقاري المنخفض الفائدة الذي حصل عليه فولف عندما كان رئيساً لوزراء ولاية ساكسونيا السفلى، يواجه الرئيس الألماني اتهامات جديدة بالحصول على عروض خاصة من رجال أعمال أصدقاء متعلقة بسيارة لقرينته بتينا وهدية لابنهما. وذكرت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية الصادرة الأربعاء الماضي أن قرينة فولف حصلت على عقد استئجار سيارة من طراز "أودي كيو 3" من معرض سيارات في برلين بشروط ميسرة جداً.
وفي المقابل نفى محامي فولف، غيرنوت لير، هذا التقرير، موضحاً أن زوجة الرئيس لم تحصل على أي خصم خاص. وقال لير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن السيارة "أودي كيو3" التي طلبت بتينا شراءها ستتسلمها منتصف العام الجاري، لذلك عرضت عليها شركة أودي استئجار سيارة من الطراز نفسه لحين استلام سيارتها. وأضاف المحامي أن الرئيس الألماني طلب الشركة أن تأخذ ثمن الإيجار المعتاد وأخبرها أنه لا يرغب في "تعامل خاص".
(ع.غ/ د ب أ، آ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي