مدينة كونستانس: همزة وصل بين الأصالة والحداثة
١٢ سبتمبر ٢٠٠٥مدينة كونستانس المطلة على البحيرة المتلئلئة الصافية "البودن زيه" تمثل ركن لأربعة دول، حيث أنها تقع في الجنوب الشرقي لولاية "بادن فورتيمبيرغ" على الحدود بين ألمانيا والنمسا وسويسرا وليختنشتاين. وتقع كونستانس الذي يبلغ عدد سكانها 81 ألف نسمة 395 متراً فوق سطح البحر، كما أنها تعتبر معبراً للدول الأخرى، مثل ايطاليا إلى وسط أوروبا، حيث استفادت بطريقة هائلة من التجارة على مر العصور. وقد تم العناية ببلدة كونستانس القديمة أكثر من غيرها من المدن الألمانية الأخرى إذ أنها لم تتعرض للضرر، لا في حرب الثلاثين سنة وهي حرب دينية بين الكاثوليك و البروتستانت بعد بدء مرحلة الإصلاح البروتستانتي، ولا في الحرب العالمية الثانية بعد إخفاق النازية. فلهذا يشعر زائر هذه المدينة الجميلة بلمسة تجمع بين الأصالة والحداثة معاً.
جودة الحياة في مدينة كونستانس
تتمتع هذه المدينة بموجب موقعها الجميل وجودة بنيتها التحتية بكثير من المميزات، حيث أنها تقدم لمواطنيها ولزائريها العديد من رياض الأطفال، ومرافق الرعاية الطبية، وعروض الثقافة المختلفة وتعدد إمكانيات قضاء الوقت وصرف الحياة لجميع الأجيال. كما أنها تحتوي على العديد من المناظر الريفية التي تعد بمثابة متاحف طبيعية تطورت فيها مع مرور الوقت مثل متحف "الروز جارتن " الواقع في قلب البلدة القديمة، وهو يعد من أقدم المتاحف في ولاية "بادن فورتنبيرج"، حيث يعرض العديد من القطع الفنية المجسدة لتاريخ ثقافة هذه المدينة وضواحيها.
وعند مدخل ميناء المدينة يرى زائرو ومواطنو المدينة تمثالاً من الحجر المنحوت بيد الفنان "بيتر لينك" المنحوت عام 1993 والذي يجسد الجمال الأنثوي. ويتميز هذا العمل الفني بإبراز يدين الأنثى الممتدتين في الهواء، فكل منهما تحمل على مشعوذ يمثل رمزاً لقوة الكنيسة العالمية. وفيما يتعلق بميناء مدينة كونستانس، فهو ميناء كبير ويحتضن عدد كبير من السفن الشراعية وقوارب التجديف التى تدعوا زائري المدينة إلى القيام بجولة إستكشافية لمحيطها والتمتع ببحيرتها المتلئلئة ومراقبة غروب الشمس التي تفقد ضوئها في قلب البحيرة.
بيوت مدينة كونستانس وكنائسها القديمة التي يعود بنائها إلى القرن الحادي عشر تعطي العابر لمسة تستحضر التاريخ البعيد، ولكنها في نفس الوقت تعكس وجهها الحضاري الحديث كونها مدينة طلبة حيث تعد جامعتها من أكبر الجامعات الألمانية وأشهرها، وهو ما يدفع جموع الطلاب إلى إختيار هذه المدينة والدراسة فيها.
مركز اقتصادي جذّاب
تعد كونستانس مدينة جذابة للشركات التكنولوجية، وخصوصاً لشركات التكنولوجيا الحيوية التي تركز على محاولة علاج الأمراض عن طريق زراعة خلايا مستنسخة داخل الأعضاء المريضة، بجانب اهتمامها بهندسة الاتصالات العالمية وطاقة النظام الشمسي ومشاريع خدمات عديدة نشأت من خلال تعدد شبكات الاتصالات وخاصة نظراً لموقعها المميز. فعلى سبيل المثال لا الحصر تتخذ شركة "سيمنز" العالميةمن مدينة كونستانس موقعاً لها، فضلاً عن شركات أخرى مثل شركة تكنولوجيا البريد الالكتروني وشركة العقاقير وهي شركة مهمة جداً في مجال التكنولوجيا الحيوية، كما يتواجد فيها الفرع الألماني للشركة العالمية "دينتزبليه ده تريه" لإنتاج العقاقير لعلاج الأسنان.
سندس ناصر