مرشحتان للانتخابات الرئاسية في أفغانستان – حظوظ واقعية أو مشاركة رمزية؟
١٩ أغسطس ٢٠٠٩يتوجّه 17 مليون ممّن يحقّ لهم الانتخاب في أفغانستان يوم الخميس (20 آب/أغسطس) إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد بالاقتراع العام المباشر للمرة الثانية في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان عام 2001. وسيختار الناخبون ممثليهم في مجالس الولايات الأربعة والثلاثين في انتخابات تعتبرها الأسرة الدولية اختبارا حاسما للديمقراطية في البلاد، وسط تهديدات من قبل عناصر طالبان.
"قد حان الوقت كي تأخذ المرأة في أفغانستان بزمام الأمور"
وهناك 41 اسما لمرشحين مطبوعة على بطاقة الاقتراع من ضمنهم سيدتان. ومن بين المرشحتين شهلة عطا، وهي أخصائية علم نفس وتبلغ من العمر سبعة وأربعين عاما، وتعد أولى سياسية تعلن عن ترشّحها للانتخابات الرئاسية. وكغيرها من المرشحين أعدّت شهلة عطا برنامجا سياسيا، وُصف بأنّه يفتقد إلى أهداف واضحة. ففي مقابلة مع قناة بي.بي.سي التلفزية البريطانية قالت المرشّحة للانتخابات الرئاسية الأفغانية إن "النظام الأبوي الرّجولي هو المسيطر في أفغانستان، لقد حان الوقت كي تأخذ المرأة أيضا بزمام الأمور." وعندما سُئلت عن الوضع الأمني في بلادها، قالت: "طالما لم يتحسّن الوضع الاقتصادي في أفغانستان وطالما أن الأفغانيين غير راضين عن الحكومة، ويعانون من الفقر المدقع وطالما أن هناك الكثير من المدمنين والمتسولين، فمن أين سيأتي الأمن؟" وقبل تقديم ترشّحها استطاعت شهلة عطا كسب خبرة في العمل السياسي، ذلك أنّها نائبة عن إقليم كابول منذ أربع سنوات في البرلمان الأفغاني، كما أنّها عاشت فترة طويلة في باكستان والولايات المتّحدة وأم لخمس بنات يعشن مع والدهن في الولايات المتحدة.
"نحن نرفض شراء الأصوات للفوز بالانتخابات"
أمّا المرشّحة الثانية فهي فورزان مانا، وهي طبية تبلغ من العمر أربعين عاما، يقول عنها المراقبون إنّها لا تختلف كثيرا عن منافستها شهلة عطا، مشيرين إلى أنّها تفتقد إلى برنامج سياسي واضح، كما أنّها ترى في التعاون مع حركة طالبان في بلادها فرصة لتجاوز الأزمة التي تعاني منها البلاد. بيد أنّها على ثقة بأنّها تستطيع فعل الكثير لتحسين وضع المرأة في أفغانستان. وبالتالي، ترى فوزان مانا بأن حظوظها في الانتخابات وافرة، بحيث تقول: "لقد حظينا في الشّهور الأخيرة بدعم شعبي كبير." بيد أنّها قالت إن "هناك من يطلب مبلغا ماليا مقابل إعطاء صوته"، مشيرة إلى أن "هؤلاء اعتادوا الحصول على المال من مرشّحين آخرين مقابل إعطاء أصواتهم في الانتخابات"، مشدّدة في الوقت نفسه على أنها "لا تشتري الأصوات".
"ترشح النساء لانتخابات خطوة نحو تحقيق الديمقراطية"
على صعيد آخر، ورغم أن هناك نسبة مخصّصة للنساء في البرلمان الأفغاني، حيث تبلغ نسبتهن النساء 28 بالمائة من إجمالي عدد النواب، إلاّ أن هناك من يتساءل فيما إذا كان لهن فعلا ثقل سياسي. ففي سياق متّصل يرى بالواشا هازان من مكتب القانون والديمقراطية أنه على الرّغم من أن أفغانستان بلد يغلب عليه الطابع التقليدي المحافظ، إلاّ أن ذلك لم يحل "دون أن تقدّم سيدتان ترشحاتهما للانتخابات الرّئاسية". الأمر الذي يرى فيه كسبا للديمقراطية، لافتا إلى "أنّه على الرّغم من أن النّساء لا يزالن يواجهن في أفغانستان صعوبات جمّة، إلاّ أنّهن رفضن أن يتم إقصاؤهن عن الحياة السياسية". ويضيف هازان أنّه – رغم صعوبة فوز المرشحتان بالانتخابات – إلاّ أنه يرى في ترشّح النساء لهذا المنصب في حدّ ذاته خطوة مهمّة في طريق طويل نحو إرساء أسس الديمقراطية، مشدّدا على أنّهن لم تتنازلن عن حقوقهن.
الكاتبة: نبيلة كريمي الكوزاي / شمس العياري
مراجعة: هيثم عبد العظيم