مسجد كولونيا المركزي: الجمع بين الدين والخدمات الاجتماعية
١ أكتوبر ٢٠١٣"هذا هو اتجاه مكة"، تقول آيسه أيدن مشيرة بأصبعها إلى شارع كانال شتراسه الواسع، الذي كانت مساراته الثمانية مزدحمة بالسيارات كالعادة وقت الظهيرة. العمل في مسجد كولونيا الجديد متعثر منذ خمس سنوات، وموعد افتتاحه تأجل لأكثر من مرة. وتقول آيدن مازحة، وهي المتحدثة باسم الاتحاد الإسلامي-التركي للشؤون الدينية: "سينتهي العمل في مسجدنا قبل أن يكتمل بناء مطار برلين الكبير أو محطة شتوتغارت 21". في اشارة منها إلى التأجيل المستمر لعملية افتتاح هذين المشروعين.
شرب الشاي والصلاة والحديث
في المبنى المقام في إيرينفيلد الكولوني، تلحظ عمودا ضخما من الفولاذ والخرسانة وبجانبه تنتشر الألواح الخشبية والقطع الزجاجية، انه المكان الذي اختاره الاتحاد الإسلامي-التركي، باعتبار أن غالبية قاطني الحي من المسلمين. ومن المقرر أن يصبح المسجد مركزاً ثقافياً ودينياً، يضم قاعات للصلاة ومكتبة متخصصة ومكاتب وسوقاً.
لكن القائمين على المشروع يرغبون بالمزيد، إذ يرغبون في أن يصبح مكاناً لتلاقي المسلمين وغير المسلمين من أجل تبادل ثقافي أكثر فاعلية بين الأشخاص المنحدرين من أصول ألمانية وبين المنحدرين من أصول مهاجرة. عن ذلك يقول بكر آلبوغا، المسؤول عن شؤون الحوار بين الأديان في الاتحاد: "في هذا المبنى يوجد مكان للجميع، للأشخاص الراغبين بالتسوق وللزوار الراغبين في شرب الشاي أو الصلاة أو تجاذب أطراف الحديث، أو ببساطة لمن يريدون التعرف على الإسلام، وهذا ما يكسبه شيئاً من التنوع".
خوذات للزائرين
رغم كل ما خطط له القائمون على المسجد، إلا أن أسوار البناء مازالت تسد جميع مداخل المبنى، وجلبة آلات العمل تملأ المكان. المعماري الألماني البارز باول بوم حول أجزاء المبنى المختلفة الشكل إلى وحدة متجانسة. وبات المبنى الرئيسي محط الأنظار، فشكله الذي يشبه القبة، مفتوح ما يسمح للضوء بالدخول إلى صالات المبنى . وتنتصب منارتان بارتفاع 55 متراً. وهناك غطاء للمكان المركزي الواقع بين مبنى الصلاة والمكتبة ومبنى المحاضرات ومكاتب العاملين. لكن على الزوار ارتداء خوذات الحماية، بالأخص في قاعة الصلاة التي مازالت مليئة بقضبان الحديدة.
تقول المتحدثة باسم الاتحاد: "يجري العمل للانتهاء من قاعة المؤتمرات في الوقت الراهن"، إذ يُخطط لاستقبال القادمين بمناسبة يوم المسجد المفتوح فيها. وكان قد تم إقامة إفطار جماعي فيها خلال شهر رمضان، وفي "يوم الجيران" تمت دعوة أصحاب المنازل المحيطة بالمسجد لتناول مأكولات شرقية.
وإضافة إلى إقامة الشعائر الدينية والدورات القرآنية سيكون مسجد كولونيا مركزاً للخدمات الاجتماعية الأخرى كدورات العناية بالمسنين والاستشارات الأسرية والتعليم وصولاً تقديم النصائح الاجتماعية عن طريق مركز هاتفي. وهذا ما سيجعل الخدمات الدينية والاجتماعية مكملة لبعضها البعض في المسجد، الذي يتوقع أن يكون مركزاً للمسلمين في كل أنحاء ألمانيا.
وبالنسبة لبكر آلبوغا فإن مبنى المسجد الجديد في كولونيا يحمل أيضاً مضامين سياسية دينية: "أنا ألماني مسلم ، ولي مسجدي. أنا منفتح على الاخر وأرغب أيضاً في أن يتعامل المجتمع بانفتاح معي أيضاً، وكذلك الامر بالنسبة إلى ساسة بلدي وشركائي من اليهود والمسيحيين".
سوق للحد من المخاوف
في بئر السلم الخالي ينبعث الصدى من كل خطوة. في الدور الأرضي من المبنى تمتد الآن مساحة مفتوحة واسعة، إنها مكان السوق الشرقي المزمع إقامته في المستقبل. لكن ما الذي يجمع التجارة والدين تحت سقف واحد؟ عن هذا السؤال تقول آيسه أيدن: "نريد أن ندعو بذلك الاشخاص للدخول حيث يمكنهم التعرف على أجواء أخرى". وتضيف بالقول: "كما أنه يعمل أيضاً على إعادة التمويل أيضاً".
فإضافة إلى نفقات إقامة المسجد ما يزال أما القائمين على المشروع الكثير من النفقات الأخرى المتعلقة بالماء والتيار الكهربائي والتنظيف. ويمكن تخفيضها من خلال إيجار محال السوق الشرقي داخل المبنى.