مسلحون يقتحمون القنصلية التونسية في بنغازي
١٩ يونيو ٢٠١٢قال حارس يعمل داخل القنصلية التونسية في مدينة بنغازي الليبية إن مجموعة من المسلحين اقتحمت مبنى القنصلية الاثنين للاحتجاج على معرض فني في تونس، قالوا إنه يسيء إلى الإسلام. وأضاف الحارس أن عناصر المجموعة التي كانت تضم حوالي 20 شابا يحملون بنادق كلاشنيكوف، اقتحموا المبنى وحرقوا العلم التونسي في الداخل. ومضى قائلا لوكالة رويترز "كان يوم عطلة ولهذا لم يكن هناك أحد يعمل في الداخل سوى أفراد الأمن".
وقال مسؤول أمني، فضل عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس، إن "القنصلية التونسية تعرضت لهجوم من قبل رجال مسلحين"، مشيرا إلى أن مجموعة محلية تعرف باسم "أنصار الشريعة" هي المسؤولة عن الهجوم. من ناحيته، أكد دبلوماسي تونسي في طرابلس هذه المعلومات وأوضح أن موظفي القنصلية تلقوا تهديدات قبل الهجوم، مؤكدا أنه لم يسقط جرحى. وقال سليمان الجهاني، وهو مسؤول بوزارة الخارجية استدعي للمساعدة في نزع فتيل المواجهة، إن ضباط الأمن اضطروا إلى التفاوض مع المسلحين حتى أقنعوهم بالرحيل.
وأضاف أنه لم تطلق أي رصاصة ولم يصب أحد بأذى. وقال "كان علينا أن نقنعهم بأن هذه ليست الطريقة المتحضرة للاحتجاج. كانوا في شدة الغضب بسبب العمل الفني الذي عرض في تونس". وقد ذكرت تقارير إعلامية ليبية أن عشرات ممن يطلقون على أنفسهم اسم (أنصار الشريعة) تجمعوا أمس الاثنين أمام مقر القنصلية التونسية ببنغازي احتجاجا على تنظيم معرض للوحات الفنية بالعاصمة تونس "تضمن لوحات تسيء للشريعة الإسلامية".
وأفادت التقارير بأن المحتجين طالبوا الحكومة التونسية بملاحقة أصحاب اللوحات المسيئة والقائمين على المعرض وإحالتهم للقضاء، فيما رفض المحتجون الانسحاب من أمام مقر القنصلية رغم عدم تواجد أي من أعضاء البعثة الدبلوماسية.
وكان مئات الأشخاص من أعضاء نفس هذه المجموعة تجمعوا في السابع من هذا الشهر بسياراتهم المسلحة بميدان التحرير بمدينة بنغازي وهم يحملون رايات سوداء وبيضاء مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، إلا أنهم اضطروا بعد ذلك للانسحاب أمام الأعداد الكبيرة من المواطنين والنشطاء من المجتمع المدني بمدينة بنغازي التي توافدت على الميدان وهي تحمل العلم الوطني.
كما قام آلاف من الإسلاميين السلفيين بأحداث شغب في العاصمة التونسية الأسبوع الماضي للاحتجاج على المعرض الفني الذي تضمن عملا فنيا كتبت فيه حروف لفظ الجلالة باستخدام حشرات.
(ي ب/ ا ف ب، رويترز، د ب ا)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان