مسلمو ألمانيا يحتفلون بعيد الأضحى المبارك
١٠ يناير ٢٠٠٦بدأ المسلمون اليوم الثلاثاء (10 يناير/ كانون الثاني 2006) احتفالاتهم بأول أيام عيد الأضحى المبارك. في هذه الأثناء بدأ الحجيج مراسيم تأدية طواف الإفاضة في مكة المكرمة بعد نحر الأضاحي. يذكر أن حوالي مليوني ونصف المليون تقاطروا من المزدلفة، بعد الوقوف على جبل عرفة أمس الاثنين، حيث قاموا بجمع الجمرات منها عائدين إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. وبعيدا عن أجواء تأدية مناسك الحج في مكة المكرمة وباقي مناطق العالمين العربي والإسلامي، تختلف مظاهر وأشكال احتفال الجالية الإسلامية في بلاد المهجر بعيدا عن أوطانهم ومحيطهم الثقافي.
العيد والغربة
تبقى مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في ألمانيا محدودة، إذ تقيدها ظروف المعيشة في هذا البلد والالتزامات المهنية هناك. وفي حديث مع موقعنا قال أحد المهاجرين من اصل مغربي عن أجواء الاحتفال بعيد الأضحى في مدينة فوبرتال التي يقطن بها: "إن الأمر هنا في بلاد الغربة والمهجر صعب للغاية، لكن هناك تكافل بين الجالية وتسهيلات من قبل السلطات الألمانية. وأضاف: "في الواقع توجد مساجد كافية ونستطيع تأدية صلاة العيد إذا استطعنا الحصول على إذن من رب العمل، إلا أننا نفتقد رغم ذلك الجو الأسري والموائد الجماعية". وعن سؤالنا حول تجاوب أرباب العمل مع هذه المناسبة قال مهاجر أخر: " إن الأمر يختلف من شخص إلى آخر، لكن ما أعرفه عن كثير من الأصدقاء، هو ان أرباب العمل غالبا ما يُبدون مرونة في هذا الاتجاه، فمنهم من لا يُمانع إعطاء المسلمين يوم عطلة إذا لم يضر غيابه بسير العمل وإذا تسنى تعويض حضوره في هذا اليوم بشخص آخر". وأكدت لنا بعض المراكز الإسلامية في أنحاء مختلفة في ألمانيا أنها ستنظم بمناسبة عيد الأضحى أنشطة جماعية وترفيهية للجالية المسلمة يوم الأحد القادم.
عيد التضامن والمحبة
وبناسبة حلول العيد المبارك توجه عمدة مدينة كولونيا فريت شراما، التي تسكنها جالية إسلامية كبيرة برسالة تهنئة إلى أبنائها. واعتبر شراما في خطابه للمسلمين أن عيد الأضحى عيدا دينيا للمسلمين، فهو عيد الرجوع إلى النفس، عيد حب الآخر والغفران على حد قوله. وأعرب شراما عن أمله أن يكون هذا الاحتفال مناسبة لإيقاظ روح التضامن لدى الناس مع كل من يعاني الجوع ومع كل من لا يصله القوت. بالإضافة إلى ذلك أمل عمدة المدينة أن تكون هذه المناسبة حافزا لبذل المزيد من الجهد من أجل تخفيف معانات المحرومين في كل مكان. علاوة على ذلك أشار بهذه المناسبة إلى تعاطفه مع أهالي المناطق المنكوبة في أفغانستان وباكستان الذين يحتفلون وسط أجواء ملبدة بالحزن بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطقهم.
الجدير بالذكر في هذا السياق ان إشكالية ذبح الأضاحي ما تزال تطرح نفسها بحدة في ألمانيا. السلطات البيطرية الألمانية تشترط ان يتم تخدير الأضحية قبل ذبحها، هذا في ظل غياب مذابح خاصة بالمسلمين. ورغم ذلك يبدي غالبية المسلمين في ألمانيا تفاؤلهم تجاه التوصل إلى حلول مرضية بهذا الشأن إضافة على قضايا أخرى تتعلق بخصوصية ثقافاتهم وتقاليدهم.
طارق أنكاي