مشاريع رائدة لحماية الغابات المطيرة في غواتيمالا
٩ نوفمبر ٢٠١١يتناقص عدد الأشجار بشكل متسارع في حديقة Sierra del Lancandón الوطنية في غواتيمالا، كما أن عدد الطرق والممرات المتزايد تتسبب في تدمير الغابات المطيرة في شمال البلاد. إن ما يقرب من نصف هذه الأشجار مهدد بالتدمير خلال ربع قرن القادم، وهذا ما يمثل بدوره تهديدا للسكان الأصليين وللأسس التي يعتمدون عليها في حياتهم. ولكن السكان المحليين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية عما يلحق بالطبيعة من أضرار، فتربية الماشية وزراعة الذرة وبناء المساكن بشكل عشوائي فضلا عن القطع الجائر للأشجار يتسبب مع مرور الزمن في تقلص حجم الغابات.
وتتبع المؤسسة الألمانية للغابات المدارية OroVerde نهجا جديدا تعمل من خلاله على حماية الغابات بمساعدة المزارعين. وكما تقول المؤسسة فإن الهدف النهائي لمشروعها هو المحافظة على الأشجار، حيث يقوم المزارعون بزراعة أشجار جديدة، بدلا من قطع الأشجار. ولتحقيق ذلك الهدف، فإن المزارعين يحصلون على مساعدات مالية، كما يتم تدريبهم لتأمين دخلهم بطرق مختلفة. إن الزراعة المستدامة تمثل إحدى الخيارات المتوفرة لتمكين المزارعين من كسب المال وتحقيق الاكتفاء الذاتي، دون اللجوء إلى قطع الأشجار.
وتعول المؤسسة الألمانية للغابات المدارية في تنفيذ المشروع المقام في Sierra del Lancandón على تعاون المؤسسات المحلية، وكما يرى ماكس فورينغر مدير المشروع، فإن المشاركة النشطة من السكان المحليين هي على قدر كبير من الأهمية،"فإشراك السكان الأصليين في مجال تطوير وإدارة مشاريع الغابات والمناخ، وحصولهم على نصيب عادل من الفوائد التي تدرها تلك المشروعات، لا يعتبر مجرد التزام أخلاقي مهم، وإنما يمثل أيضا شرطا ضروريا لنجاح المشروعات على المدى الطويل."
نهج REDD ضرورة ملحة لغواتيمالا
غواتيمالا إسم مشتق من كلمة "Quauhtemalan"، والتي تعني "أرض الأشجار" بلغة المايا. ولكن هذا الاسم لم يعد اليوم ملائما لذلك البلد، فوفقا لمؤسسة OvoVerde فإن عدد الأشجار في غواتيمالا تناقص إلى الثلث تقريبا.
وقد يمثل النهج المعروف اختصارا باسم REDD، حلا لمشكلة غواتيمالا. والهدف من هذا النهج الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة، هو خلق حوافز للحفاظ على الغابات، لدورها المهم في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون. وعلى النطاق العالمي ينجم حوالي خمس الانبعاثات الغازية الضارة والمسببة للاحتباس عن إزالة الغابات وتراجع مساحاتها. إن المشروع الذي تشرف عليه مؤسسة OvoVerde في Lancandón من شأنه أن يصبح نموذجا يحتذى به في بقية أنحاء غواتيمالا.
ولكن غواتيمالا كبقية البلدان النامية تفتقر إلى الأطر المناسبة، وبالرغم من أن غواتيمالا لم تتلق حتى الآن أموالا في إطار برنامج REDD، إلا أن الحكومة قامت بإطلاق مشروعين رائدين آخرين. وبمساعدة عدد من المنظمات الدولية من بينها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، سيتم إقامة محمية طبيعية في منطقة Lachuá بغرب غواتيمالا، وأخرى في بيتين Petén بهدف حماية غابات المايا بمساعدة السكان هناك. هذا ويعمل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة منذ اثني عشر عاما على وضع خطة لرصد حماية الغابات في المنطقة، كما يوضح ماريو ايسكوبيدا من الاتحاد، فهذه الخطة "ستسمح لنا بالبحث عن بدائل مالية لتوفير التمويل اللازم للحفاظ على الغابات وتحسين مستوى حياة السكان".
أسئلة بانتظار إجابات
ويزيد من صعوبة الوضع في غواتيمالا عدم وضوح علاقات الملكية. ويعرف قانون صدر في عام 2005 بأن الأرض المملوكة من قبل البلديات تعتبر ملكية مشتركة للسكان الأصليين. ولكن من غير الواضح من هي الجهة التي تملك الحق في التعامل بشهادات الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما تقول منظمة The Forest Carbon Partnership (FCPF) ، التي تساعد في تأسيس برامج REDD في العديد من البلدان النامية. وقد لفتت منظمة OvoVerde إلى نفس المشكلة، فمن الضروري من وجهة نظرها أن تكون الصورة بخصوص حيازة الأراضي واستخدام الحقوق واضحة قبل بداية أي مشروع. وكما ترى المنظمة فإن هذا يمثل "السبيل الوحيد لضمان الحفاظ على الحقوق القائمة، ولتجنب مخاطر النزاعات التي يمكن أن تهدد المحافظة على الغابات".
ولا يزال الطريق طويلا أمام الحكومة الغواتيمالية، قبل ظهور نتائج نهج REDD في البلاد. كان هذا ما توصلت إليه منظمة FCPF ، وكما ترى المنظمة فإن حكومة البلاد سعت بالفعل إلى تحليل القوانين ومراجعتها وأعلنت عن بعض التدابير ورصدت المال من أجل ذلك. ومع ذلك فإن الجهود المبذولة في الوقت الراهن لتنفيذ تلك الأهداف غير كافية، بحسب المنظمة. وحتى التعاون بين مختلف الإدارات الحكومية والمنظمات المعنية لا يسير بشكل سلس. هذا بالإضافة إلى أن غياب التعليمات الرسمية لتطبيق الأسلوب الجديد لإدارة الغابات. ورغم كل شئ، فإن الالتزام والتعاون في تنفيذ المشروع فيSierra del Lancandón يعتبر خطوة إلى الأمام في الطريق الصحيح.
الكاتبة: أليكسا ماير/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي