مصر وتونس تعقدان آمالا كبيرة على الدعم الدولي والأوروبي
١٥ مارس ٢٠١١بعد التحول السياسي الذي حصل أخيرا يسعى ملايين المصريين والتونسيين لتحقيق المزيد من الحريات والعدالة الاجتماعي. صحيح أن رئيسي الدولتين سقطا خلال بضعة أسابيع، إلا أن هذا الحدث لوحده لا يجعل البلدين ديمقراطيين، ولتحقيق ذلك لا بد من توفير شروط أخرى على حدّ تعبير الناشط السياسي والصحافي سيّد محمود. ويضع الأخير على رأس لائحة أولوياته المساعدة المالية لبلده، ويقول إن الاقتصاد المصري يحتاج حاليا إلى دعم كبير، سواء من ناحية الاستثمارات الأجنبية أو لجهة شطب الديون.
وتبلغ الديون الخارجية المترتبة على مصر أكثر من 33 مليار دولار تبعا لبيانات البنك المركزي المصري. ويشير محمود إلى أن الاقتصاد المصري ينوء حاليا تحت حمل تسديد الديون وفوائدها، يضاف إلى ذلك التراجع الشديد في السياحة على خلفية الاضطرابات التي حصلت وأضرت أكثر بالوضع الاقتصادي الصعب أصلا.
لا استقرار دون نمو اقتصادي
ويبدو وضع الاقتصاد التونسي، حيث صحح المسؤولون تقديرات النمو لهذا العام إلى الأسفل، بصورة مشابهة لوضع الاقتصاد المصري. إذ أن الشركات الأجنبية والمحلية لجأت غلى وقف إنتاجها مؤقتاً بسبب توتر الوضع، وألغت مكاتب السياحة والسفر ملايين الحجوزات السياحية. وكما قال الناشط التونسي والمدوّن سفيان الشورابي، فانه دون اقتصاد منتظم لا يمكن توفير فرص عمل جديدة. ورغم حيازته على شهادة جامعية إلا أنه دون عمل ثابت.
ويأمل العديد من أمثاله في أن يمد المجتمع الدولي، خصوصا الاتحاد الأوروبي، يد المساعدة لتحريك عجلة الاقتصاد. ويقترح الشوربي خطوات محددة مثل الاستثمار المباشر وإزالة الحواجز الجمركية في الأسواق الأوروبية أمام المنتجات التونسية. صحيح أنه يوجد بين تونس والاتحاد الأوروبي اتفاق حول منطقة تجارية حرة، إلا أن سلعا محددة تصنّعها تونس لا يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الأوربية. وهو متأكد من أن المعونات الاقتصادية ستساعد بلدان المغرب على تحقيق حد أدنى من الاستقرار الاقتصادي، وهو أمر ضرووي لانجاح العملية الديمقراطية القائمة.
يتوجب تعلم الديمقراطية
وثمة حاجة إلى مساعدة مصر وتونس ليس على المستوى الاقتصادي فقط، بل أن المرء فيهما يريد تعلّم الديمقراطية ومعرفة ما يقبع خلفها كما ذكر الشورابي. ففي المدرسة وفي الجامعة يناقشون الموضوع كثيرا، إلا أن ثمة نقص في الخبرة العملية.
لذا يمنّي الخريج الشاب (28 سنة) نفسه بوصول مساعدة فعلية من الأوروبيين إلى بلده. لكن هذا التمنّي بعيد المنال لأن الأمر يتعلق باصلاحات أخرى حسب الناشط المصري محمود الذي يقول إن المرء في مصر يريد قبل كل شيء التخلص تماماً من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهذا ممكن خطوة خطوة. وأضاف أن قرار حلّ مباحث أمن كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، وكما ساعد الأوروبيون دول شرق أوروبا على حل أجهزتها الأمنية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي فانهم قادرون بخبرتهم ومعارفهم على فعل ذلك مع مصر وتونس.
أما الناشط التونسي علي بوعزيزي فيأمل بألا يرتكب الغرب، وفرنسا خصوصا، أخطاء في المستقبل بعدما اعتبرا الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي شريكا في الكفاح ضد الإرهاب والهجرة اللاشرعية. ومع تأييده لفكرة المساعدة الدولية لبلده شدّداعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلده أو فرض شروط عليها لقاء تقديم المساعدة لها.
شمس العياري/اسكندر الديك
مراجعة: عارف جابو