مطالب ألمانية بتسليم المشتبه بهم وشكوك حول عضويتهم في القاعدة
٢٦ أغسطس ٢٠٠٦بدأت السلطات اللبنانية يوم أمس في استجواب جهاد حمد، المشتبه اللبناني الثاني في محاولة تفجير قطارين فاشلة في غرب أواخر تموز/يوليو في غرب ألمانيا، والذي سلم نفسه الخميس إلى السلطات اللبنانية. وأوضح مصادر قضائية لبنانية أن جهاد حمد، الذي سلم نفسه إلى السلطات في طرابلس شمال لبنان، يتم استجوابه من قبل قوى الأمن الداخلي تحت إشراف المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا. وقال مسئول قضائي طالبا عدم الكشف عن اسمه انه "عند انتهاء الاستجواب، على الأرجح في اليومين المقبلين، سيصدر بيان عن قوات الأمن الداخلي والنيابة العامة". كما أضاف انه تم تحديد آليات التحقيق خلال لقاء جرى الخميس بين القاضي ميرزا والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، بحضور ضابط ألماني.
مطالب ألمانية بتسليم المشتبه الثاني
ومن جانبها أعلنت النيابة الألمانية أنها ستبذل كل ما في وسعها من اجل نقل جهاد حمد إلى ألمانيا، علما أن الشرطة الفدرالية وزعت صورة له يوم الأربعاء الماضي. وقالت وزارة العدل الألمانية تسيرس أمس للصحافيين إن عملية تسليمه ممكنة عبر اللجوء إلى القنوات الدبلوماسية، رغم عدم وجود اتفاق لتبادل الموقوفين بين ألمانيا ولبنان. وينص القانون اللبناني على ملاحقة أي لبناني مطلوب من دولة أجنبية، ومحاكمته أمام محكمة لبنانية.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "دي فيلت" أمس الجمعة أن حمد كان مراقبا منذ أسبوع من الاستخبارات اللبنانية. وقد عُثر عليه بفضل اتصال هاتفي أجراه من ألمانيا بعائلته في لبنان منذ أسبوعين. وقال والده شهيد حمد إنه قد يكون عاد إلى لبنان في الثالث أو الرابع آب/ أغسطس وسلم نفسه للشرطة بناء على نصحية عائلته. وكان شريك حمد المفترض يوسف محمد وهو لبناني أيضا، قد أوقف السبت في كييل (شمال ألمانيا) من دون أن يبدي مقاومة، ونقل محمد (21 عاما) الذي يقطن في ألمانيا منذ عام 2004 الى سجن موابيت في برلين. وتشتبه النيابة الألماينة في أن الرجلين "ينتميان إلى منظمة إرهابية وحاولا تنفيذ عمليات اغتيال والتسبب بانفجار".
إعتراف المشتبه الثاني
ويرفع التطور الجديد عدد المشتبه بهم إلى أربعة، اثنان في لبنان واثنان في ألمانيا. وفي هذا الإطار أوضحت مصادر قضائية رفضت الكشف عن هويتها أن "التحقيقات مع جهاد حمد (الموقوف الأول) أدت إلى توقيف شخص ثان في لبنان". كما أضاف في السياق نفسه أن "الموقوف لبناني الجنسية" من دون أن يعطي تفاصيل عن اسمه أو المكان الذي تم فيه اعتقاله. كما قال وزير الداخلية بالوكالة، احمد فتفت، إن جهاد حمد (20 عاما) اعترف خلال استجوابه انه "وضع كيسا كان يجهل محتواه في احد القطارين". وسلم جهاد حمد نفسه يوم الخميس الماضي إلى السلطات اللبنانية في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، وبدأت قوى الأمن الداخلي استجوابه بإشراف المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا.
يذكر أن ثلاثة من الموقوفين الأربعة المشتبه بهم في محاولة الاعتداء بالمتفجرات على قطارين في 31 تموز/يوليو في ألمانيا لبنانيون. أعلن الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا أن رجلا ثالثا يشتبه بأنه شارك في التحضير لاعتداءات فاشلة في ألمانيا في نهاية تموز/يوليو، قد اعتقل الجمعة في جنوب غرب ألمانيا. وقال المصدر نفسه إن شقته يتم تفتيشها حاليا.وأوضحت النيابة أن هذا الرجل الذي لم يكشف عمره ولا جنسيته كان يتحرك في محيط المشتبه الأول الأسبوع الماضي في ألمانيا اللبناني يوسف محمد الحج ديب.
شكوك حول علاقة بتنظيم القاعدة
وفي أوساط المحليين الألمان تسود شكوك حول علاقة المشتبهين بضلوعهم في محاولة تفجير القطارات بتنظيم القاعدة الإرهابي، خاصة بعد أن تم وقف التهديد المباشر للمواطنين الألمان. فـ"تسليم جهاد حمد نفسه للشرطة اللبنانية لا يشير إلى أن هناك منظمة إرهابية قوّية تقف وراءه، لأن إرهابي القاعدة يريدون الموت والشهادة ولا يسلمون أنفسهم إلى سلطات الأمن طواعية"، وفقا لقراءة يوخن هيبلر، أستاذ العلوم السياسية والخبير في شؤون الإرهاب الدولي في جامعة دوسبورغ ـ إيسين. وفي معرض تحليليه الأولى لمجرة التحقيقات الأمنية وعلاقتها بالتطورات السياسية الأخيرة في الشرق الأوسط، أشار هيبلر في لقاء أجرته معه قناة ntv التلفزيونية الخاصة، إلى "تهديد واقعي لأمن ألمانيا، دون أن تتحول ألمانيا إلى هدف أول للإرهاب الدولي".
وفي المقابل قال مدير المكتب الإتحادي لمكافحة الجريمة، يورغ تسيركه، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الألماني الأول مساء أمس، أنه "يعتقد أن للمشبوهين بضلوعهم في محاولة الاعتداءات الإرهابية عدة مساعدين داخل الأراضي الألمانية". غير أنه لم يستطع تأكيد علاقة هؤلاء المشبوهين بحزب التحرير الإسلامي.