"مطلوب المزيد من الانفتاح في تعامل الغرب مع إيران"
١١ أبريل ٢٠٠٧عندما أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الاثنين الماضي أن بلاده أصبحت قادرة على تخصيب اليورانيوم صناعياً وانضمت لقائمة الدول القادرة على إنتاج الوقود النووي، كان من الممكن أن يصبح رد الفعل التلقائي هو: "وغير ذلك، ما الجديد؟". إلا أن هذا لم يكن رد فعل أي من الأطراف: فالبعض وجدوا في هذا الموقف تحدياً جديداً للغرب وبدأوا في التكهن متى ستنتهي إيران من تصنيع أول قنبلة نووية، كما وافقوا على الفكرة الأمريكية المنادية بالاستعداد بدروع صاروخية ضد أي اعتداء ممكن من جهة إيران. والبعض الآخر تهكم على هذه التصريحات مؤكداً أن إيران مازالت بعيدة كل البعد عن هذا الإنجاز العلمي وأن أحمدي نجاد أراد فقط أن يثبت مجدداً قدراته الاستعراضية.
لكن ردود الفعل تلك، المختلفة والمتناقضة، تدل على شيء واحد وهو أن العالم لا يعرف كيف يجب عليه أن يتعامل مع إيران. حتى بعض الخبراء الجادين وقعوا فيما يخص قضية طهران في شرك التعميم، وبدأوا في الحديث عن القنبلة الذرية الإيرانية، محاولين استنتاج مدى اقتراب إيران من تنفيذ هذه الخطوة.
وكان من الأفضل التحفظ والتعامل مع هذه القضية بمزيد من الحصافة وسلامة التقدير: فهدف القنبلة الذرية الإيرانية موجود حتى الآن فقط في عقول هؤلاء الذين يشكون دائماً في النظام الإيراني وفيما يجسده من تلاحم بين الإسلام والسياسة. فكيف إذن يمكن تفسير الموقف الدولي ضد إيران واتهامها بكل النوايا السلبية، بالرغم من تأكيد طهران الدائم على أنها تقوم بأبحاثها النووية لاستغلال الطاقة في الأغراض السلمية، وبالرغم من كونها إحدى الأعضاء الموقعين على اتفاقية عدم انتشار السلاح النووي؟ وفي الوقت نفسه لم يطالب أحد باتخاذ أقل إجراء ضد دول المنطقة التي لم توقع على اتفاقية عدم انتشار السلاح النووي – مثل إسرائيل والهند وباكستان- لإجبارها على السير على "الطريق الصحيح".
"الثقة المتبادلة هي الأمل للوصول إلى حل للأزمة"
ويتضح هذا الوضع المنحرف في كون إيران لم تتهم بأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم، لأنه أمر مسموح به. لكنها اتهمت بعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن، والذي يطلب من إيران أمراً ليس من حقه طلبه، وهو إيقاف تجارب تخصيب اليورانيوم.
ومن الإيجابي أن هناك أصوات مازالت تدعو إلى الاستمرار في التفاوض مع إيران. ولكن إذا ظلت هذه المفاوضات دون مقابل بالنسبة لإيران فلن يصبح لها معنى، فالحكومات تفاوض مع طهران في الوقت الذي تضع فيه سكين العقوبات على رقبتها. لن تصبح هناك أية فرصة لتخفيف حدة التوتر وحل الأزمة إلا إذا تعامل الغرب مع إيران بمزيد من الانفتاح والصراحة وبدون شروط مجهزة مسبقا.ً وهذا يعني بطبيعة الحال الاعتراف لإيران بحقها فيما يسمح به لآخرين دون شروط. ولن يضمن هذا القرار عزوف إيران عن صنع قنبلتها النووية، لكن الثقة المتبادلة ستسهم في إزالة التوتر وحل الأزمة الحالية.