معرض القاهرة للكتاب بين مطرقة الأزمة وسندان المخاوف من تصدير الثورة
٣٠ يناير ٢٠١٣للمرة الأولى منذ ثورة 25 يناير يتم تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب لفترة كاملة تمتد ما بين 23 من الشهر الجاري إلى 04 من شهر فبراير/شباط. ويشارك 735 صاحب دار نشر في الدورة 44 من معرض الكتاب، الذي يعتبر الأكبر والأقدم على الإطلاق في العالم العربي. وينطلق عادة في الأسبوع الأخير من شهر يناير/كانون الثاني. وقبل سنتين تم الإعداد لافتتاح المعرض في الوقت الذي اندلعت فيه المظاهرات الاحتجاجية ضد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الأمر الذي دفع المنظمين إلى إلغاء المعرض. وفي العام الماضي تم إقامة المعرض في نسخة مصغرة.
وفي الصالة 19، إحدى أهم صالات المعرض يوجد الجناح الألماني الذي ينظم كل سنة من قبل معرض فرانكفورت للكتاب بالتعاون مع معهد غوته الألماني. ويقدم الجناح 450 عنوانا من ألمانيا، تتضمن إصدارات أدبية حديثة وباقة من الكتب تم إعدادها خصيصا لهذه الدورة لمعرض القاهرة للكتاب تحت عنوان "معايشة التمدن". كما تعرض خمس دور نشر ألمانية إصداراتها الحديثة.
دورات تدريبية ألمانية للناشرين المصريين
ومنذ عام 2008 يقدم معهد غوته دورات تدريبية لأصحاب دور النشر المصريين الذين يتلقون دعما من رابطة أصحاب دور النشر المصرية. كما يقدم لأصحاب دور النشر الشبان فرصا لقضاء فترة تدريب لمدة أربعة أسابيع في دور نشر ألمانية أو مكتبة ألمانية. ومن بين المشاركين في هذا البرنامج منذ البداية شريف بكر، الذي نظم بالتعاون مع شريف قسام ومعهد غوته الألماني تدريبا لأصحاب دور النشر العربية. وعلى الرغم من أن دور النشر في العالم العربي تتمتع بتاريخ ضارب في العمق ومصر، التي تحتوي على 650 دار نشر ومعرض للكتاب، الأكبر في مجال صنع الكتاب بالمنطقة، إلا أن هذا القطاع يعاني من مشاكل عديدة. وأكبر هذه المشاكل افتقاده للقراء، فرغم ان عدد الناطقين باللغة العربية يبلغ 300 مليون نسمة، إلا أن عدد نسخ الكتاب الواحد تتراوح بين 1000 و3000، على ما يوضح شريف بكر. ويلفت إلى أن الكتاب الذي تباع منه 6000 نسخة فإنه يعد كتابا ناجحا.
تحديات جمة يواجهها قطاع النشر في مصر
وعلى الرغم من ذلك فإن شريف بكر، الذي تولى عن أبيه عام 2005 إدارة مؤسسة النشر لا يزال متفائلا، بحيث يقول: "هناك جيل جديد يريد قراءة أشياء أخرى". ويشير إلى عدد من الناشرين الشبان: "هم يعرفون ما الذي يثير اهتمام الأجيال الشابة وما يريدون مطالعته"، مؤكدا أن هؤلاء يعطون لقرائهم ما يريدونه وبالتالي أدخلوا تغييرات على قطاع النشر.
ولكن التحدي الأكبر الذي يواجهه هذا القطاع يتمثل في "الأزمة الاقتصادية"، كما يقول شريف بكر. ذلك أن المكتبات العامة التي تستغل عرض الكتاب لشراء إصدرات جديدة لم تنشر العام الماضي ولو كتابا واحدا، فالدولة المصرية تفتقر إلى المال. وفي الواقع تعتبر دول الخليج سوقا جيدة لأصحاب دور النشر المصرية، كما يقول شريف بكر، و"لكن ومنذ اندلاع الثورة أصبحت جامعات ومكاتب هذه الدول حذرة في تعاملها مع أصحاب دور النشر المصرية". ويضيف: "لا يريدون استيراد الثورة".
ويعتبر معرض القاهرة للكتاب أهم تظاهرة ثقافية للجامعات والمكاتب ومراكز البحث. 60 بالمائة من العنوانين التي تباع خلال المعرض هي ذات مضامين دينية و40 بالمائة ذات مضامين أكاديمية. ويشير شريف بكر أن الثورة لم تغير شيئا في هذا الاتجاه، حيث ظلت هذه الأرقام كما هي. ويعلق أصحاب دور النشر آمالا على هذه الدورة لمعرض الكتاب في تحقيق مبيعات التي ستحدد كيفية عملهم خلال الأعوام المقبلة. "مبيعاتنا خلال المعرض تشكل 40 بالمائة من عائداتنا السنوية وبالتالي سيحدد مدى نجاح في تحقيق مبيعات جيدة عائدانا لسنة كاملة".