معرض لايبزيغ للكتاب: أدب جبال الألب الرومانشي
١٤ مارس ٢٠١٤يبلغ عدد سكان قرية فالس جنوي سويسرا ثمانية أشخاص، أحدهم الكاتب ليو تور وعائلته الناطقة بالسرسلفية، إحدى لهجات اللغة الرومانشية الخمسة. وتعد اللغة الأصيلة والموسيقية هذه من اللغات المهددة، فيقول تور الناشط في الصيد وصناعة الجبن في جبال الألب والكاتب المناهض لانقراض اللغة الرومانشية:" لن تموت اللغة طيلة توفر الأدب من منطقة غراوبندن". أما كتابه الجديد، فاسمه "كافراين" ويتمحور حول الصيد أدبياً وفلسفياً.
اللغة الرومانشية في خطر
ينطق اللغة الرومانشية اليوم حوالي 50 ألف إلى 60 ألف نسمة، لتكون إحدى اللغات الرسمية لسويسرا، إلى جانب الألمانية والفرنسية والإيطالية. ويعود أصل الرومانشية إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيث اختلطت اللغات الأصلية في تلك الأراضي باللغة اللاتينية. ورغم كونها لغة أقلية، إلا أن لها 5 لهجات مختلفة: فلادر و بوتية و سرسلفي وسوتسلفي وسورميراني. وأثارت دعوات البعض للقضاء على الرومانشية استياءً كبيراً في عام 1938 في أواخر القرن التاسع عشر قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، لكن الاستفتاء الشعبي المقتصر على الرجال آنذلك أوضح رغبة 29% من المستفتين بالاعتراف باللغة الرومانشية كلغة وطنية. يذكر أن اللغة الرومانشية كاللغات الصربية والكرواتية تلاقي تهميشاً من الألمان، فالقلة من سكان مدينة القديس موريتز الأصليين، وهي تقع في الكانتون الالمتحدث باللغة الألمانية، تعرف على سبيل المثال أن اسمها الحقيقي موريتزان وأنها ناطقة بلهجة بوتيه. يأتي ﺫلك في الوقت الذي يكثر فيه الحديث حول قرب الموت الحتمي لللغة الرومانشية، في الوقت الذي لازالت فيه الأخيرة حية إلى يومنا هذا.
العودة إلى جبال الألب
ينطق 95% من سكان وادي النور، فال لومينسيا، اللغة الرومانشية، فهناك على ارتفاع 1500 متر في فرين تقطن الكاتبة بيا سوليه. ويدعى كتابها الأخير " الإحساس بالبعد" .ويدور الكتاب حول جبال الألب وخبرتها المكتسبة فيها. وفي إشارة إلى اللغة الألمانية، تقول بيا:" إحساسي بالألمانية لا يبلغ ﺫلك في الرومانشية، فمخزوني اللغوي من المفردات الالمانية هو الأعظم وقراءتي لها أكثر". وعلى صعيد محورة الكتب حول الألب، يعد الحديث حول جبال الألب والصيد موضوعا جديداً أدبياً. وتضيف عالمة الأدب كلا رياتش من زيورخ:" ليو تور وآرنو كامنيش مبدعون جداً في أسلوبهم الكتابي وأشكال فنونهم، إلا أن مواضيعهم قديمة متأصلة في الجذور كرعي الأغنام في جبال الألب و الصيد لدى ليو تور أو الفلاحة والمجتمعات القروية واقتصادهم لدى آرنو كامنيش".
يعد آرنو كامنيش النجم اللامع للأدب الرومانشي، فيقول:" يحمل المرء الموسيقى معه أينما حلَ". فإضافة إلى كتابته لنصوص ألمانية مدمجة بكلمات جديدة من الرومانشية، يقدم ابن الأربع والثلاثين عاماً من تافاناسا والقاطن في بيل عروضاً مثل "سيز نير" تتناول حياة جبال الألب من رجالها المخمورين في حانة القرية الليلة الماضية و من انهيارات جبلية كبيرة وأبقار مريضة انتقلت إلى القرية الصيف الماضي أو من تلفريك مكسور كما في روايته الأخيرة "فريد و فرانز".
الحل الأمثل: النطق باللغتين
في محاولة منها لحماية الرومانشية، أطلقت سويسرا مبادرة "رومانتش غريشون" ، والتي توحد اللهجات الرومانشية في غراوبندن. ورغم نجاحها على مستوى إقليم الكانتون كلغة إدارية، إلا أن الأمر أصعب على صعيد المدارس والكتاب. فيستخدم الكتاب غالباً اللغتين معاً أو الألمانية لاستقطاب عدد أكبر من القراء، كسيدة الشعر الرومانشي، ليتا سيماديني، والتي تكتب قصائدها باللغتين . أما مدرسة اللغة والثقافة الألمانية أنجليكا أوفراث، فتكتب قصائد قصيرة في الرومانشية تصف بها حلولها في مدينة سنت قبل سبع سنوات مع عائلتها بعد سنوات طويلة من زيارتها لها في عطلتها. يتناول كتابها الأخير" كافة ألوان الثلج: يوميات من سنت" موقفها من اللغة، فتقول:" وجدت اللغة غاية في الجمال حتى أني كنت أبكي من شدة جمالها".