مفاوضات الإجلاء "مستمرة" وسط قصف مدمر على الغوطة الشرقية
١١ مارس ٢٠١٨اشتدت حدة المعارك في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد (11 مارس/ آذار 2018) بين قوات النظام السوري وجماعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن. وأضاف المصدر أن قتالاً ضارياً يدور على عدة جبهات يرافقه وابل من نيران المدفعية والغارات الجوية المتواصلة وهجمات طائرات الهليكوبتر.
وبث التلفزيون الرسمي لقطات أمس السبت من مدينة مسرابا بعد أن سيطرت عليها قوات النظام السوري التي تقول إنها عزلت مدينتي حرستا ودوما عن باقي أنحاء الغوطة. غير أن مقاتلي المعارضة نفوا تلك الأنباء باعتبار أن المدينتين "لم تعزلا بالكامل عن بعضهما أو عن باقي أجزاء الغوطة في الجنوب منهما".
ويعتبر الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا جماعات المعارضة جماعات إرهابية ويقولان إن الهجوم ضروري لإنهاء حكم المسلحين لسكان الغوطة. وستشكل السيطرة على الجيب أكبر هزيمة من الأسد لمقاتلي المعارضة منذ طردهم من حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وفي حالة حدوث ذلك، سيضاف هذا لسلسلة من الانتصارات العسكرية التي تمكن الرئيس بشار الأسد من تحقيقها منذ تدخل روسيا عسكرياً في الحرب لصالحه في 2015 مما حول مسار الصراع ورجح كفته.
مفاوضات جارية
وفي حصيلة جديدة للضحايا المدنيين، أعلن المرصد السوري أن أكثر من 1100 مدني قتلوا في الغوطة الشرقية منذ بدء القصف المدمر عليها منذ ثلاثة أسابيع. من جهته، أعلن الناطق باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا اللواء فلاديمير زولوتوخين "تقدم عملية المفاوضات مع المسلحين في الغوطة الشرقية".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عنه القول إن "المسلحين يبحثون إمكانية إخراج عشرات السكان مقابل إمكانية مغادرة المنطقة مع عائلاتهم مع ضمانات أمنية"، ملوحاً أنه "عرض لن يتكرر".
وأكد المركز أن "الممر الإنساني في قرية مخيم الوافدين ما زال مفتوحاً وجاهزاً لاستقبال المدنيين الراغبين في الخروج من منطقة الغوطة الشرقية".
وأكدت وسائل إعلامية متطابقة وجود عمليات تفاوض لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء المنطقة المحاصرة بهدف ايقاف الحملة العسكرية. وتستند هذه التقارير على أنباء من المرصد السوري إلى جانب شهادات مسؤولين محليين لم يتم الكشف عن هوياتهم.
المعارضة المسلحة ترفض الإجلاء
غير كل من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، يصران على رفض سياسة الإجلاء، إذ كتب المتحدث باسمه وائل علوان على حسابه على موقع تويتر أنه "لا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها". كما أن قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير قال في تسجيل صوتي قبل يومين "لن أتهاون مع اي أحد يريد أن يمد يده للنظام".
في المقابل، نقلت الوكالة الفرنسية عن عضو من لجنة تضم مسؤولين محليين في مدينة حمورية لم تكشف عن هويته، عن اجتماع بين اللجنة وممثلين عن النظام السوري للتفاوض حول "خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة" بينها إدلب (شمال غرب) أو درعا جنوباً.
ومن المنتظر أن يتم عقد "اجتماع الأحد لاتخاذ القرار" يقول ذات المصدر، مضيفاً أنه "وفي حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية" لتشمل حمورية.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حديثه للوكالة الفرنسية، فإن هناك مفاوضات مستمرة حول بلدات حمورية وجسرين وسقبا، وأن "القرار قد يُتخذ في أي لحظة".
من جانب آخر، حذر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس دمشق الأحد من أن أي استخدام للغاز كسلاح في النزاع السوري، خصوصاً في ظل المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية، سيكون بمثابة فعل "غير حكيم".
ويتزامن التحذير مع تقارير أشارت إلى أن قوات النظام السوري استخدمت غاز الكلور في الغوطة الشرقة.
وقال ماتيس في التصريحات التي أدلى بها للصحافيين في مسقط أثناء حديثه عن الوضع في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة: "لقد أوضحنا بشكل جلي للغاية أن استخدام الغاز ضد الناس، المدنيين، في أي ساحة معارك قد يكون أمرا غير حكيم".
وأضاف "أريد أن أشدد مرة أخرى على أن قرار استخدام الغاز كسلاح سيكون أمراً غير حكيم منهم (قوات النظام السوري)، واعتقد أن الرئيس (دونالد) ترامب أوضح هذا المسألة منذ بداية عهد إدارته".
و.ب/ع.غ (أ ف ب، رويترز)