مقتل عشرات الأشخاص في اعتداء على فندق كبير في إسلام آباد
٢١ سبتمبر ٢٠٠٨أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن ستة ألمان على الأقل أصيبوا بجروح طفيفة في الانفجار القوي الذي نفذ بسيارة مفخخة اليوم السبت بفندق ماريوت وهو من فنادق الخمسة نجوم بالعاصمة الباكستانية. وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية إنه لا توجد أي علامة على وجود مواطنين ألمان بين القتلى الذين سقطوا في الانفجار الذي وقع في وقت سابق اليوم. لكنها أضافت أن هذه النتيجة مبنية فقط على معلومات أولية. وقالت المتحدثة: "ليست لدينا صورة كاملة عن الوضع حتى الآن ونواصل اتصالاتنا عن قرب مع السلطات الباكستانية". وكان 60 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب حوالي 200 آخرون بجروح في ما يبدو أنه انفجار انتحاري بسيارة مفخخة بفندق ماريوت في حوالي الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (1330 بتوقيت جرينتش).
وفي بيان أعرب الاتحاد الأوروبي عن "صدمته" وعن تضامنه مع السلطات الباكستانية وعن دعمه لها في مكافحة الإرهاب. ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الدنمركية أن أحد دبلوماسييها سقط من بين المصابين في التفجير الذي يبدو أنه عمل انتحاري بفندق ماريوت بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد. وذكرت الوزارة أن العديد من الدنمركيين يقيمون في الفندق. ومع ذلك لم يكن هناك أي تأكيد في تقارير وسائل الإعلام الباكستانية حول ما إذا كان هناك أي دبلوماسي دنمركي بين القتلى الخمسين الذي لقوا حتفهم في الحادث.
إدانة دولية للهجوم
وأدان البيت الأبيض اليوم السبت الاعتداء ووصفه بأنه "تذكير لتهديد نواجهه جميعا". وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض "إن الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسلام أباد بباكستان.. إن الولايات المتحدة ستقف مع حكومة باكستان المنتخبة ديمقراطيا وهي تواجه هذا التحدي". ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاعتداء "عملا مخز يعزز النية على مقاتلة العنف والتطرف في باكستان". وأضاف "أن الهجوم الأخير في إسلام اباد مروع، وسافر وعبثي".
وذكر شهود عيان ومسئولون أن 50 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب حوالي 200 آخرين بجروح اليوم السبت في ما يبدو أنه انفجار انتحاري بسيارة مفخخة بفندق ماريوت وهو من فنادق الخمسة نجوم بالعاصمة الباكستانية. وقال مختار أحمد وهو أحد شهود العيان المصابين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل أن يتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى: "رأيت مركبة تقترب من المدخل الرئيسي للفندق ثم انفجرت". وقال مسئول أمني طلب عدم ذكر اسمه إن "المركبة المميتة كانت عبارة عن شاحنة محملة بحوالي نصف طن من المتفجرات".
وأكد رئيس شرطة إسلام أباد أن 50 شخصا لقوا حتفهم فيما أصيب أكثر من 200 آخرين بجروح. وقال إن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع لأن عددا كبيرا من الجرحى في حالة خطيرة. وذكرت قناة "آج" الإخبارية أن سبعة أجانب من بين القتلى بينما قال مسئول طبي في مستشفى عام بإسلام أباد إنه يجري حاليا علاج ثلاثة مصابين أمريكيين ودبلوماسي دنمركي في المستشفى.
الهجوم الانتحاري أحد أكثر الاعتداءات دموية
واشتعلت النيران بأربعة من الطوابق الخمسة بعد أن سمع دوي الانفجار الذي كان قويا على بعد كيلومترات. وحوصر عدد من الأشخاص في الفندق ووصلت سيارات مكافحة الحرائق إلى مسرح الحادث. وقال صحفي من قناة "داون نيوز" الناطقة باللغة الإنجليزية: "رأينا طفلان يبكيان يطلبان المساعدة من نافذة في الطابق الأعلى. لكن بعد دقائق معدودة وقبل أن تتمكن فرق الإطفاء من الشروع في عملها انتشر الدخان والحريق في كل مكان. ولم نرى هذان الطفلان بعد ذلك". وقال مالك الفندق إنه تم إجلاء العديد من النزلاء عبر المدخل الخلفي فيما لا يزال البعض محاصرون. ويقع الفندق الفاخر في منطقة تتمتع بإجراءات أمنية مشددة تقع على بعد حوالي 500 متر من مقري سكن الرئيس ورئيس الوزراء.
وأحدث الانفجار حالة من الرعب في منزل رئيس الوزراء حيث كان يقيم يوسف رضا جيلاني حفل إفطار. وذكرت قناة "داون نيوز" أن الرئيس آصف علي زرداري وقائد الجيش إشفاق برفيز كاياني كانا أيضا من بين الضيوف. ولم تعلن أي جهة بعد مسئوليتها عن الانفجار لكن مسلحي حركة طالبان بقواعدهم في المناطق القبلية في البلاد الواقعة على طول الحدود الأفغانية نفذوا سلسلة من التفجيرات الانتحارية في مختلف أنحاء باكستان على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية. وقد جاء الانفجار في نفس اليوم الذي تعهد فيه الرئيس زرداري أمام البرلمان "باجتثاث الإرهاب والتطرف"