مقتل هونديسا- كيف رّد مصريون وإثيوبيون على اتهامات آبي أحمد؟
٣ يوليو ٢٠٢٠تعيش إثيوبيا على وقع مظاهرات عنيفة بعد مقتل المغني هاشالو هونديسا على يد مجهولين، إذ أدت الاضطرابات إلى مقتل 97 شخصاً، بينهم أربعة عناصر من الشرطة، فضلاً عن إصابة 76 شخصاً بجروح خطيرة، وفق حصيلة رسمية.
غير أن تصريحات رئيس الوزراء الإثييوبي، آبي أحمد علي، فتحت جدلاً واسعًا في إثيوبيا، إذ قال في خطاب تلفزيوني إن اغتيال هونديسا "عمل شرير، ارتكبه وحرّض عليه أعداء من الداخل والخارج حتى يفسدوا علينا السلام ويمنعوننا من إنجاز الأمور التي بدأناها".
وأكبر توتر يجمع إثيوبيا حاليًا في الخارج، هو التوتر مع مصر حول سد النهضة الذي بدأت أديس أبابا بناءه منذ مدة، وهو المشروع الذي يثير قلقًا مصريًا بالغًا (وقلق السودان كذلك لكن بنسبة أقل)، لتأثيره المحتمل على حصتها من مياه النيل. غير أن اتهامات آبي أحمد علي للخارج لم تخلّف الصدى ذاته عند الإثيوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رفض العديد منهم رمي المسؤولية على جهات أجنبية. وكتب خالد محمد ساني: "مصر مسؤولة عن موت هونديسا؟ هذه التصريحات وغيرها التي تنشر الدعاية والهراء يجب استبعادها". وطالب خالد محمد ساني على حسابه بفيسبوك بعدم السماح بصرف الانتباه عما جرى، وبضرورة التنديد بمواقف آبي أحمد وغيره من "الدمى" على حدّ قوله.
وكتب ناشط آخر باسم يوسف على تويتر: "النظام الإثيوبي فشل في قيادة البلد. الكثير من الناس قُتلوا أو سجنوا أو عذبوا، فضلاً عن إحراق منازل المزارعين منذ وصول رئيس الوزراء إلى المكتب".
وكان المغني الراحل سجينًا سياسيًا سابقًا، وأحد الرموز الفنية لمجموعة الأورومو التي كان ينتمي إليها، وهي أكبر المجموعات العرقية في إثيوبيا، ما أدى إلى اعتقاد واسع أن سبب اغتياله سياسي. وجاءت ردود الأفعال على الاغتيال غاية في العنف، إذ أكدت الشرطة المحلية وقوع ثلاث تفجيرات على الأقل في أديس أبابا خلفّت قتلى وجرحى، كما وقعت مواجهات بين الأمن والمتظاهرين خلال جنازة هونديسا.
وعاد مستخدمون آخرون لآخر برنامج حواري أجراه المغني، أسبوعًا قبل وفاته، انتقد فيه بشكل واسع السياسات الحكومية التي رأى أنها ضد مجموعة الأورومو. ويتحدث نشطاء من هذه المجموعة عن مقتل عدد من أفرادها خلال السنوات الأخيرة.
كما تبادل مستخدمون آخرون في إثيوبيا وسم OromoLivesMatter (حياة الأورومو مهمة) في تشبيه مع حملة "حياة السود مهمة" التي انطلقت من الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد. فيما أشار آخرون إلى اعتقال جوار محمد، وبيكيلي غاربا، وهما ناشطان سياسيان معروفان من مجموعة الأورومو، كما طالب السياسي الإثيوبي محمد أولاد بالكف عن نظريات المؤامرة.
غير أن هناك من توافق مع اتهامات أحمد علي للخارج، واعتبر أن هناك مؤامرة تمسّ إثيوبيا من طرف أعدائها، إلّا أن التغريدات كانت قليلة ومن حسابات لا تحظى بكثير من المتابعة.
في الجانب الآخر، استنكر الكثير من المصريين تصريحات آبي أحمد، وكتبت سوزان القرني، إن "مصر لا تتدخل في شؤون الغير، ولا تعتدى على حقوق أحد لأنها دولة كبيرة".
وركزت العديد من الصحف المصرية على أغاني هونديسا، وقالت إنه كان معارضا قويا لأحمد علي، وكتبت صحيفة "صدى البلد" أن أغاني هونديسا كانت تهدّد عرش أبي أحمد. فيما طالب أحد مستخدمي تويتر بتعميم وسم تضامني مع هونديسا، متحدثا عن تضامنه مع المعارضة الشريفة في إثيوبيا.
ورغم انتماء آبي أحمد علي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، إلى الأورومو، إلّا أن نشطاء من المجموعة ينتقدونه منذ مدة ويرون أنه لم يقم بأيّ شيء لصالحهم منذ وصوله إلى الحكم عام 2018، بعد حراك واسع شهدته مناطق الأورومو ضد استمرار السلطة في قبضة قومية التيغراي. ولم تتوقف الاضطرابات في البلاد خلال السنوات الماضية، ووقعت معارك دامية بين القوات الحكومية وجيش تحرير الأورومو.