مقررات مؤتمر لندن حول أفغانستان لا تضمن تحقيق النجاح
٢٩ يناير ٢٠١٠أظهر مؤتمر لندن بوضوح أن زمن الأوهام قد ولي. فالحلم بمستقبل أفغاني مضيء بعد سقوط طالبان تحطم منذ زمن بعيد. وقد اقتنعت الدول المانحة أخيراً بأنه لا مجال للقضاء على الفساد وزراعة المخدرات وطالبان بشكل تام. وأحدث هذا تحولاً في المواضيع التي يتم التركيز عليها. فاعتباراً من الآن لن يكون هناك تجارب أو عدم تنسيق أو تبذير في الأموال تارة هنا وتارة هناك ويريد المجتمع الدولي وبأسرع ما يكمن فرض أساس للاستقرار في أفغانستان، حتى يتخلص أخيرا من كابوس التعبئة العسكرية البالغة الخسائر.
ويراد تركيز الجهود الآن بالاعتماد على المال والسلاح في إرساء قاعدة اجتماعية تضمن للغرب السلم وللأفغان حدا أدنى من الهدوء والتقدم الاقتصادي. ومن أجل هذا الاتفاق المصغر يقدم المجتمع الدولي كل ما يقدر عليه من جنود إضافيين و تدريب و مساعدات التنمية، لكن هذه الوصفة ليست جديدة إنما تجهز بمواد جديدة، فالحكومة الأفغانية ستحصل على فرصة أخيرة وإلا فإن أيامها كمتلق لتبرعات سخية ستصبح معدودة. وتريد قوات حلف الناتو بداية من عام 2011 الانسحاب من الحلقة المفرغة للعنف والعنف المضاد، لهذا فستقدم هذا العام إلى ساحة المعركة في أفغانستان 130 ألف جندي أجنبي.
الحكومة الألمانية تتبع هذا المسار بمشاركة خاصة حيث تتمثل إستراتيجيتها الجديدة في تنفيذ الوعود القديمة. ويجرى الحديث منذ مدة في برلين حول مزيد من التدريب للشرطة الأفغانية وكذلك عن زيادة للمساعدات المدنية. علاوة على هذا فإن تواجد القوات الألمانية في أفغانستان سيوضع على المحك. فمن خلال إعادة ترتيب صفوف القوات الألمانية وحدها سيتوفر عدد كبير من الأفراد الذين يتفرغون لتدريب الجنود الأفغان وهذه مسألة ستلقي ضوءاً هاما على مدى فعالية التواجد الألماني في أفغانستان حتى الآن.
تجديد التركيز على الأهداف الرئيسية هو من بين النتائج الإيجابية لمؤتمر لندن حول أفغانستان، بيد أن هناك شكوكا في أن تتمكن الوسائل المختارة من تحقيق النجاح المرجو لاسيما بخصوص أحد أهم الموضوعات في مؤتمر في لندن ألا وهو إعادة إدماج عناصر طالبان وأتباعهم في المجتمع، وهو الأمر الذي ينظر إليه العارفون بأفغانستان على أنه مهمة تستعصي على التنفيذ. كما أن النوايا الحسنة لا يمكن أن تصرف الأنظار عن أن الدول الأجنبية لا يمكنها حل مشاكل أفغانستان، وبمؤتمر لندن تتشجع الدول المانحة وتهدئ الرأي العام الذي ينتقدها لأن المجتمع الدولي ليس لديه خطة بديلة فيما يخص أفغانستان.
تعليق: نينا فيرك هويزر
مراجعة: منى صالح