ملابس رفيقة بالبيئة في أسبوع الموضة العالمي في برلين
٦ يوليو ٢٠١٣في كل فصل تخرج شركات الموضة العالمية بأزياء جديدة تتشكل من أقمشة جديدة، ألوان وقصات جديدة. وبمجرد انتهاء حفل عرض التصاميم الجديدة على منصة عرض الأزياء، توضع التصاميم في محلات الملابس وتكاد تكون خردةً باليةً، لتجد طريقها ـ على المدى المتوسط ـ إلى سلة المهملات المكدسة أصلاً بالأقمشة، التي تنتجها مصانع الملابس بكميات كبيرة. "عندما يقع خطأ صغير في موقع ما من التصاميم الكبيرة، تتشكل مئات القطع بخياطة منحرفة" تقول مصممة الأزياء لويزا بارش، وتضيف: "التصاميم ذات الخياطة المنحرفة غير صالحة للاستعمال وتُعتبر نِفاية، وإصلاح تلك الانحرافات مكلف جداً مالياً".
تلك القمامة لها عواقبٌ وخيمةٌ على البيئة، لكن لويزا بارش بإمكانها استغلال تلك الأقمشة غير المرغوب فيها. فقد بدأت مع أصدقائها في انجاز تصاميم من بقايا القماش المستعمل الذي يتخلى عنه المصممون. ويقومون بتصميم قمصان رائعة في إطار مشروع أُطلق عليهalucتحت شعار "إعادة التدوير من أجل منتوج ذي جودة أفضل". في هذا الصدد تقول بارش: "نطور تصاميم ذات جودة عالية من منتجات عديمة الفائدة ". وتتابع: "هذا يجعل كل منتج من منتجاتنا يندرج ضمن المنتجات المستدامة".
منصات عرض خضراء
ضمن فعاليات أسبوع الموضة المقام في برلين من الثاني وحتى الابع من يوليو/ تموز، يعرض أصحاب مشروع alucتصاميمهم الرفيقة بالبيئة، إلى جانب قرابة مائة مصمم وعارض آخرين ينتجون أزياء رفيقة بالبيئة تعتمد على القطن الحيوي. كما يعمل هؤلاء المصممون على تخفيض المدة الزمنية التي يتطلبها إنتاج التصاميم ويطالبون بأجورعادلة للخياطات.
ويتجول التجار والصحافيون المهتمون بالموضة في أروقة المعرض وقاعاته كـ "قاعة العرض الخضراء" أو "عرض الأزياء الأخلاقي". وفي كل عام يتزايد عدد العروض التي تستمد شعاراتها من مواضيعَ كالملابس التي تنتج في ظروف عمل جيدة وبأجور مناسبة أو المنتجات الرفيقة بالبيئة. لكن السؤال المطروحَ هو إلى أي حد تكون التصاميم المعروضة في أسبوع الموضة ذات صلاحية مستدامة؟ فتصور ذلك بالنسبة للمشترين أمر صعب في الغالب، لأن "الموضة الخضراء" (الرفيقة بالبيئة) ليست محميةً ولا تحملُ علامة تجارية موحدة كما هو الحال بالنسبة للمنتجات المستدامة الأخرى.
منتجات رفيقة بالبيئة لكن غالية
في مشروعهم "aluc" تعمل لويزا بارش وزملاؤها بشفافية لتحقيق المواصفات النموذجية غير المتوفرة عادة. فعلى موقعهم الإلكتروني يتيحون الفرصةَ لزوار الموقع لمعرفة أن المواد المستعملةَ ومجمل عملية الانتاج "خضراء" أي رفيقة بالبيئة. وتتم خياطة التصاميم في مؤسسات اجتماعية مجاورة لهم كورشات ذوي الاحتياجات الخاصة. وحتى النفايات التي تبقة بعد الانتاج، يستغلونها في تصميم تشكيلة إكسسوارات. وتقول لويزا بارش " ليس لدينا ما نخفيه... لأننا ومنذ البداية قررنا أن نعمل بقناعات النابعة من القلب وبنزعتنا المثالية، كي نقوم بعمل جيد قدر المُستطاع".
تبيع لويزا بارش منتجاتها في محلها الخاص وسط برلين، ومن بين ما تبيعه حقائب اليد المصممة من قماش مناديل مستعملة وبلوزات مصنوعة من جوارب مستعملة. ومن النظرة الأولى لا تناسب هذه التصاميم بريق ورونق أسبوع الموضة في برلين، الذي يجعل المدينة مرتين في العام عاصمة الموضة العالمية.
ولا يسعى أصحاب تصاميم "aluc" إلى منافسة العلامات التجارية الكبيرة على حد تعبير لويزا بارش التي تقول "للأسف في الوقت الراهن لا نستطيع إنتاج سوى كمية قليلة من القمصان التي تستجيب لتلك المعايير". إضافة إلى ذلك المنتجات الرفيقة بالبيئة والمصممة بوعي ومسؤولية كلفتها عالية. فثمن القميص الواحد من "aluc" يصل إلى مائة يورو، أي عشرة أضعاف ثمن منتجات شركة كبيرة. لكن رغم ذلك تلقى منتجات لويزا صدى جيدا لدى الناس، وتقول إن "من يلبس قميصاً من قمصاننا، لا يلبس قميصاً جيدا ذي تصاميم فريدة فحسب، وإنما يقوم من خلال ذلك بعمل جيد".