Milchbauern streiken
٢٨ مايو ٢٠٠٨دعا الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا إلى تخفيف الأعباء الضريبية على المزارعين في ضوء احتجاجهم على تدني أسعار الحليب وفي ضوء إضراب منتجي الألبان عن توريدها احتجاجا على تدني أسعارها. ودعا المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب للشؤون الزراعية، هانز ميشائيل جولدمان، إلى إعفاء المزارعين من الضرائب على الوقود وخاصة السولار بالنسبة للجرارات الزراعية، وذلك لمساعدة المزارعين في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة والأعلاف.
وطالب جولدمان الحكومة الألمانية بتحسين الأطر الأساسية لمنتجي الألبان في ألمانيا إلى جانب الدعم الرمزي لهم، مشيراً إلى أن الأعباء المالية التي تمثلها الضريبة البيئية المفروضة على الوقود تقدر بـ 500 مليون يورو سنويا بالنسبة لقطاع الزراعة في ألمانيا. كما دعا جولدمان الحكومة الألمانية إلى الحيلولة دون زيادة الرسوم المفروضة على الأعلاف المستوردة من الولايات المتحدة من خلال فرض قيود مالية على هذه الأعلاف المعدلة وراثيا.
وفي السياق نفسه، ألقى رئيس اتحاد المزارعين الألمان جيرد زونلايتنر باللائمة في تدني أسعار الألبان في ألمانيا على الشركات التي تمتلك سلاسل المتاجر الكبرى (سوبر ماركت)، في ألمانيا وقال إن هذه الشركات دفعت شركات تجميع الألبان إلى تقديم تنازلات كبيرة في الأسعار.
وفي حديث مع وكالة الأنباء الألمانية، قال زونلايتنر إن منتجي الألبان في ألمانيا، الذين يعانون من التشرذم نسبيا، يواجهون ثلاثة إلى أربعة شركات عملاقة تمتلك سلاسل متاجر للمواد الغذائية و"تلعب معهم لعبة القط والفأر"، مشيراً بذلك إلى رفع هذه المحلات لأسعار شراء الألبان تارة وخفضها تارة أخرى.
المحلات التجارية الكبرى تقف وراء ارتفاع الأسعار
من ناحية أخرى، دعا زونلايتنر المواطنين الألمان إلى تفهم موقف منتجي الألبان قائلاً:"أسعار الألبان متدنية للغاية، بينما أسعار الإنتاج قد ارتفعت بشكل ضخم، مما يهدد منتجي الألبان في أرزاقهم". وكرد فعل على إعلان منتجي الألبان في ألمانيا إضرابهم عن توريد الألبان للشركات المختصة أكدت سلسلة محلات "إيديكا" على توفر الألبان ومنتجاتها في محلاتها وعلى أن المعروض من هذه الألبان في محلاتها لم يتضرر بالإضراب. ومن جانبه، حمل وزير الزراعة وحماية المستهلك في ألمانيا المحلات المسئولية عن تدني أسعار الألبان. وقال هورست زيهوفر على هامش لقائه بنظرائه الأوروبيين في مدينة بردو بسلوفينيا "إن التحليل الذي أعده اتحاد المزارعين الألمان بهذا الشأن ذو أهمية". ورأى زيهوفر أن هناك مجموعة مصالح قوية لتجار الألبان في حين أن المزارعين يفتقدون لمن يحمي مصالحهم. وانتقد الوزير الألماني عزم المفوضة الأوروبية للشؤون الزراعية ماريان فيشر بول التوسع تدريجيا في إنتاج الألبان قائلا: "إن ذلك من شأنه أن يزيد من الضغط على أسعار الألبان وتدنيها".
منتجو الألبان يناضلون من أجل سعر عادل لمنتجاتهم
وكان منتجو الحليب في ألمانيا قد بدأوا إضرابا عاما عن توريد الألبان إلى المصانع مطالبين بزيادة أسعار التوريد التي يحصلون عليها من الشركات. وقال روموالد شابير رئيس اتحاد منتجي الألبان بي.دي.إم الذي يضم 30 ألف مربي "إن الاتحاد يتوقع استمرار المقاطعة فترة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام". وأكد شابير أن حوالي 80 بالمائة من أعضاء الاتحاد في بعض المناطق يُشاركون في الإضراب عن توريد الألبان. ويطالب الاتحاد برفع سعر التوريد إلى 40 سنتا للتر الواحد بدلا من 27 سنتا وهو متوسط سعر لتر اللبن في ألمانيا.
ومن المنتظر أن يتم استخدام الألبان التي لن تُورد إلى المصانع في تغذية العجول الصغيرة أو دفنها في مستودعات النفايات الخاصة بالمزارع. ويعارض المزارعون خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة حصص إنتاج منتجات الألبان وخفض أسعار السوق في الاتحاد الأوروبي، مشيرين إلى ضرورة تجاوب القطاع الزراعي في أوروبا مع الطلب المتزايد على منتجات الألبان في السوق العالمية.
ويقول اتحاد منتجي الألبان في ألمانيا إن سعر البيع من المزرعة يصل إلى 40 سنتا أوروبيا للتر الواحد وهو سعر غير اقتصادي. وأضاف أن عددا قليلا من الشركات الألمانية الكبرى تسيطر على مصانع الألبان في ألمانيا وتحصل على لتر الحليب من المزرعة بسعر 27 سنتا للتر الواحد في شمال ألمانيا و35 سنتا للتر في الجنوب.