منح السيسي وسام "القديس جورج" يثير انتقادات واسعة في ألمانيا
٢٥ يناير ٢٠٢٠منح مهرجان دار أوبرا "زيمبر أوبر" Semperopernball بمدينة دريسدن الألمانية وسام "سانت جورج" هذا العام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأعلنت الجمعية المنظمة للمهرجان أن وفداً سيسلم السيسي الجائزة في فئة السياسة والثقافة الأحد (26 يناير/كانون الثاني 2020) في العاصمة المصرية القاهرة.
وقالت الجمعية في حيثيات منح الوسام إنه يتم بذلك تكريم رجل دولة "حامل للأمل ومشجع لقارة بأكملها"، مشيدة بالسيسي كـ "باني جسور متميز وصانع سلام في منطقة شمال أفريقيا المتسمة بأزمات صعبة"، مضيفة أنه يبحث عن الحوار مع كافة الأطراف ويعتبر "مرساة للناس وآمالهم".
انتقادات لمنح الوسام للسيسي
لكن منح هذا الوسام للرئيس المصري أثار الكثير من النقد والجدل في الأوساط السياسية والثقافية والحقوقية في ألمانيا. في هذ السياق أنتقد فرع منظمة العفو الدولية بولاية ساكسونيا في تغريدة على حسابه في موقع تويتر منح الوسام للسيسي واعتبر ذلك "تشجيعاً" لمن "يقمع النقد بالقوة، والمسؤول عن التعذيب والتعسف والاعتقالات ويدوس على حقوق الإنسان بالإقدام". وأضاف مخاطبا جهة منح الوسام "نحن لا نتفهم إطلاقا قراركم هذا".
من جانبه كتب النائب في البرلمان الألماني (البنديستاغ) عن مدينة دريسدن في تغريدة يقول "بعد أن حصل أحد أفراد العائلة السعودية المالكة وبوتين، جاء الآن دور السيسي لينال جائزة مهرجان زيمبر أوبر. إنه ضرب من السذاجة وضعف البصيرة. أنا مصدوم".
صحيفة "سكسيشه إس تست" تناولت موضوع منح الوسام للسيسي بطريقة نقدية، وكتبت متسائلة "لماذا يمنح ديكتاتور وسام مهرجان زيمبر أوبر؟".
المدير الفني لـ"أوبرا زيمبر"، هانز-يواخيم فراي دافع عن قرار اختيار السيسي، وقال في تصريحات لإذاعة وسط ألمانيا في ساكسونيا: "لدينا كشعار على وسام سانت جورج عبارة تقول ضد التيار، وهذا يعني أننا نتخذ أيضاً قرارات مهمة للغاية تتعلق بالتطورات المستقبلية". مضيفا أن هناك رغبة في "بناء جسور ثقافية لخلق لغة وسطية بين المناطق عبر الثقافة".
وأكد المدير الفني لمهرجان "زيمبر أوبر" إن الوسام ليس تكريماً سياسياً بحتاً، لأن الجهة المانحة ثقافية بحتة. وأضاف أن الأمر يتعلق في أنه سيتم افتتاح متحف وطني كبير في القاهرة يحتضن الحضارة المصرية. ويشير فراي أيضاً إلى أن القاهرة ستشهد أيضا نهاية العام الجاري افتتاح دار أوبرا جديدة.
يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصل على هذا الوسام عام 2009، وكذلك نظيره الروماني كلاوس يوهانيس عام 2017.
وهذا الوسام هو عبارة عن نسخة مقلدة من دلاية من عصر الباروك مرسوم عليها صورة "القديس جورج" كبطل صارع التنين معلنا انتصار الخير على الشر. وتوجد الدلاية الأصلية في متحف "القبو الأخضر" في مدينة دريسدن.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ/ ومصادر أخرى)