منظمات إسلامية تتهم سياسيا ألمانيا بتأجيج المشاعر ضد الأجانب
١٢ يناير ٢٠٠٨أثار الجدل الدائر في ألمانيا حاليا حول سبل التعامل مع المجرمين الشباب وخاصة المنحدرين من أصول أجنبية استياء المهاجرين الأجانب المقيمين في البلاد. وتزايدت حدة الانتقادات الموجهة إلى رئيس وزراء ولاية هيسن رولاند كوخ بسبب مواقفه من المناقشات الدائرة حول تشديد العقوبات على الشباب المتورطين في أعمال إجرامية، وخاصة من ذوي الخلفيات الأجنبية. وكان كوخ المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي قد فجر هذا الجدل بتصريحات أثارت كذلك استياء بعض الساسة في البلاد الذين اتهموه باستغلال هذه القضية في حملته الانتخابية المقبلة في ولاية هيسن.
يذكر أن كوخ ركز في حملته الانتخابية على قضية محاربة الجريمة في المجتمع الألماني، ولاسيما المخالفات التي يرتكبها أجانب. وقال عقب اعتداء تعرض له ألماني متقاعد على يد شابين (يوناني وتركي) في محطة ميونيخ للسكك الحديدية: " إن في ألمانيا عددا أكبر من اللازم من المجرمين الأجانب"، ودعا للحد من حسن "المعاملة الثقافية للأجانب".
أوساط المهاجرين تنتقد سياسة كوخ
ورأت العديد من منظمات المهاجرين في ألمانيا بأن كوخ يؤجج "المشاعر العنصرية" ضد الأجانب في ألمانيا. وحذرت في هذا السياق الجماعة التركية في ألمانيا من تقسيم للمجتمع، إذ عبر رئيسها كينان كولات عن غضبه من تصريحات كوخ، مؤكدا ضرورة العمل ضد "المخربين السياسيين الذي يعبدون الطرق لجرائم جديدة"، وأن على المجتمع الألماني أن يقف ضد ذلك، متهما رئيس وزراء هيسن رولاند كوخ بدعم مشاعر العداء للأجانب، وبنهج "سياسة شعبوية" تستغل مشاكل المهاجرين لتحقيق أهداف سياسية.
وأضاف كينان منتقدا كوخ: "إنه يقول، إنكم في الواقع لا تنتمون إلينا ولستم جزءا من المجتمع. كيف أستطيع الآن أن أوضح للأتراك في ألمانيا بأنه مرحب بهم في هذا البلد وأنهم جزء من المجتمع الألماني وأن عليهم أن يندمجوا في هذا المجتمع؟".
من جهة أخرى ذكرت تقارير إخبارية أن إحدى المنظمات أرسلت خطابا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تترأس الحزب المسيحي الديمقراطي وإلى رولاند كوخ للتعبير عن استيائها من التركيز على المجرمين المنحدرين من أصول أجنبية. وقالت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" إن منتدى رابطة تمثل مصالح ما يقرب من 100 منظمة خاصة بالمهاجرين أعد الخطاب الذي جاء فيه: "في الوقت الذي تبدو فيه الحاجة ملحة لمناقشات صريحة وبناءة ومقترحات ذات صلة بالأوضاع الفعلية تهدف للتوصل لحلول، تلحقون أضرارا بالغة بالمسألة من خلال جدل انتخابي".
من جانبها دعت الجماعة التركية في ألمانيا، الناخبين من أصول تركية في ولاية هيسن والذين يبلغ عددهم أربعين ألف بعدم التصويت لكوخ في الانتخابات التي ستجري في السابع والعشرين من يناير المقبل.
انتقادات من الشريك في الائتلاف الحاكم
ولم تقتصر الانتقادات الموجهة لكوخ على المهاجرين المقيمن في ألمانيا فحسب بل امتدت أيضا إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم. وقال بيتر شتروك رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في تصريحات لإذاعة "دويتشلاند فونك": "أعتقد أن رولاند كوخ كان سعيدا من كل قلبه بوقوع هذا الحادث المؤلم في محطة قطارات أنفاق ميونيخ". وانتقد شتروك بشدة استغلال كوخ لهذا الموضوع بهدف الفوز في الانتخابات المحلية وتساءل عن موقف كوخ من الأمر لو كان لمتورطون فيه من الألمان وليس من الأجانب.
وكما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن مستشار ألمانيا السابق غيرهارد شرودر انتقد نية كوخ تشديد قوانين معاقبة الأحداث، قائلا إن ألمانيا لا تحتاج إلى قوانين جديدة في هذا السياق، ولكن إلى دعم أكبر للشرطة والجهاز القضائي ودعم اندماج المهاجرين.